بعد مقتل أنيس بميلة واختفاء عماد بوهران في ظروف غامضة
استنفار لدى أولياء التلاميذ أمام المؤسّسات التربوية تخوّفا من الاختطاف
تعرف مختلف المؤسّسات التربوية بولايات الغرب، مؤخّرا، حالة استنفار قصوى من قبل أولياء التلاميذ، بعد تكرّر حالات الاختطاف، على رأسها حالة الطفل أنيس بولاية ميلة، وعدم ظهور الطفل المختطف بقرية الجفافلة، شرق وهران، إلى غاية اليوم، مع تداول معلومات حول عودة نشاط عصابات الاختطاف، ما بثّ الرعب في نفوس العائلات.
تعرف أبواب المدارس الابتدائية، وحتى المتوسّطات، بعديد ولايات الغرب، ومن بينها وهران ومستغانم، في الآونة الأخيرة، اكتظاظا ملحوظا، خلال أوقات الدخول والخروج، بسبب حرص الأولياء على اصطحاب أبنائهم خشية الاختطاف، خاصة بعد رعب حالات الاختطاف والقتل، التي شهدتها بعض ولايات الوطن، خلال السنوات الأخيرة، التي عادت إلى الظهور مجدّدا، من خلال حالة الطفل أنيس بولاية ميلة، الذي عثر على جثمانه، والطفل عماد الدين بوهران الذي مازال البحث عنه جاريا.
وأصبح معظم أولياء التلاميذ يرافقون أبناءهم إلى المدارس بشكل يومي وبكل الأوقات، ما سبّب اكتظاظا معتبرا، مبدين تخوّفاتهم من جرائم الاختطاف والاعتداء، خاصّة بعد انتشار هذه الظاهرة مؤخرا، ابتدء من الطفلة شيماء، التي قتلت غدرا وكذا الطفل ياسر وغيرهم. وكان ذلك منذ سنة 2013 ليعود الرعب مجدّدا إلى قلوب الأولياء، خصوصا من يتمدرس أبناؤهم ويكونون عرضة للاختطاف في الطريق المؤدي من مساكنهم وإليها.
وما زاد من هلع المواطنين، حادثة خطف واختفاء الطفل أنيس قبل العثور على جثته، واختفاء الطفل عماد، منذ ثلاثة أسابيع، بقرية الجفافلة بوهران إلى غاية اليوم. ودقّ الأولياء أجراس الخطر، داعين إلى الحيطة والحذر، مضحين بأوقات عملهم لاصطحاب أبنائهم أو تكليف أشخاص وتأجيرهم للقيام بهذه المهمّة يوميا. ويطالب هؤلاء الجهات الأمنية بتوفير الأمن أمام المؤسسات التعليمية، لحماية التلاميذ من مختلف الجرائم، منها الاختطاف والاعتداء وترويج المخدّرات والكحول والسرقة والشجارات. وتزداد التخوّفات بالنسبة إلى المؤسسات البعيدة عن المجمّعات الريفية، في ظلّ نقص النقل المدرسي، معبّرين عن مدى معاناتهم وقلقهم إزاء هذه التطوّرات، خصوصا في فصل الشتاء، أين يخرج أبناؤهم ليلا ويعودون ليلا، ما أدى ببعض العائلات إلى توقيف البنات بالمتوسطات والثانويات عن الدراسة لحمايتهن.