في الصين يراقبون 9.5 مليون ممتحن دون مشكل
الجزائر تتخلف في نصب أجهزة تشويش في مراكز الامتحانات
ساهمت ومضات إشهارية منشورة عبر الأنترنت، في تفطن عديد الممتحنين للتقنيات الجديدة في الغش التكنولوجي السهل، مثلما تكشفه ومضة تروج لاستعمال "بلوتوث ايربيس سباي" الخفي، المخصص للطلبة، على حد تعبير الومضة المروّجة لثقافة الغش بشكل واسع، نظرا لما يتمتع به هذا البلوتوث من صغر لا يتعدى 3 ملم، وهو مصنوع من مادة مطاطية لا تتأثر بالماء، ويمكن إدخاله بصورة سلسلة في الأذنين بشكل لا يرى ولا يستخرج سوى باستخدام قطعة معدنية، لتوفره على خاصية الانجذاب المغناطيسي، كما أن لواحقه يمكن وضعها بشكل سلسل تحت التبان، بما فيها الميكروفونات الصغيرة.
وكانت تقنية استخدام البلوتوث شهدت في السنوات الأخيرة انفجارا كبيرا في امتحانات البكالوريا، لكن استخدامه في قاعات امتحانات الجامعات يعرف انتشارا كبيرا، لا ينال التغطية اللازمة مقارنة بشهادة البكالوريا، على الرغم من أن نتائجه كارثية، تضرب العلم في الصميم، وتساهم في نجاح فاشلين وأغبياء، وتكوين جيل من حملة الشهادات وذوي الرؤوس الفارغة، خاصة في مجالات حيوية، كالطب والتكنولوجيا والهندسة المعمارية المرتبطة بشكل مباشر بحياة ومستقبل البشر.
اللافت للنظر في الجزائر التي تبذل جهودا في مكافحة الجريمة، أنها لا تزال متخلفة في محاربة جريمة الغش، مقارنة بعدة دول، باتت حريصة على نصب أجهزة التشويش في مراكز الامتحانات، لإبطال استخدام وسائل تجسس وغش دقيقة، يتطلب بعضها زراعة بسيطة بواسطة عمليات جراحية تحت الجلد، وتعمل هذه الأجهزة التشويشية على تعطيل الذبذبات، وقطع التواصل الإلكتروني، ولحقت بعض دول الخليج كالإمارات العربية المتحدة التي تنشر بعض جامعاتها ومعاهدها أجهزة تشويش في حجرات الدرس، لقمع الغش الالكتروني بالوسائل الإلكترونية الحديثة، كما طوّرت الصين طائراتٍ بدون طيار صغيرة الحجم لمراقبة المترشحين لشهادة البكالوريا، البالغ عددهم 9.5 مليون نسمة، خلال الموسم الدراسي الحالي.
في حين لا تزال الجزائر تعاني تخلفا رهيبا في هذا المجال، ما سمح باستعمال وسائل إلكترونية حديثة في الغش بكل أريحية.