توقيفات وسط النقابيين والعمال بالعاصمة
"التكتل النقابي" يهدد بالتصعيد ويطالب الرئيس بالتدخل
أحبطت مصالح الأمن السبت الوقفة الاحتجاجية الخاصة بنقابات التكتل المستقل التي تضم 14 نقابة عمالية في مجال التربية والصحة والبريد والإدارة العمومية والأئمة والتكوين المهني، والتعليم العالي، وهذا من خلال منع النقابات من الوصول إلى ساحة الترامواي برويسو مكان الإعتصام.
شهدت مداخل العاصمة السبت تطويقا أمنيا واستنفارا غير مسبوق تحسبا للاحتجاج الذي أعلنته نقابات التكتل المستقل تنديدا بمضمون قانون المالية لسنة 2018، وقانون العمل والمطالبة بمراجعة قرار إلغاء التقاعد النسبي.
"الشروق" وفي استطلاع لها بمكان الوقفة بساحة الترامواي بريسو وقفت على الاستنفار الأمني، حيث عمدت مصالح الأمن إلى إغلاق مخارج الميترو، والإبقاء على واحد للتحقق من هوية النقابيين الذين سيلتحقون بالوقفة عن طريق الميترو.
الحركة لم تكن عادية بساحة الترامواي، عناصر الشرطة بالزي المدني وبالزي الرسمي فاق عددهم مرتادي وسائل النقل، وأحكموا قبضتهم على المكان، تحسبا لأي طارئ، فيما تم تحضير حافلات للنقل العمومي لترحيل المحتجين، ومرت أكثر من ساعة وبدأت الأصداء تصل، حيث تم توقيف النقابيين القادمين من ولايات مختلفة واقتيادهم إلى مراكز الشرطة، لتمنع بعدها مصالح الأمن عددا من النقابيين من الوصول إلى مكان الاحتجاج، منهم الدكتور إلياس مرابط رئيس نقابة ممارسي الصحة الذي تم اعتقاله منذ الصباح.
رئيس نقابة الأسنتيو بالمسيلة: وصلت بصعوبة.. وزملائي تم توقيفهم
في الوقت الذي كان أعوان الأمن يتحققون من هوية أحد الأشخاص والذي تبين أنه نائب برلماني في حزب العمال لديه حصانة تمنعهم من اقتياده لمركز الشرطة، تمكن رئيس نقابة الآسنتيو بالمسيلة نغاز طارق من الوصول إلى رويسو، وقال للشروق "وصلت بصعوبة إلى مكان الاعتصام، في حين تم إلقاء القبض على عشرات النقابيين من زملائي"، وأضاف "مطالبنا مشروعة، لم ندخل في إضراب حفاظا على مصلحة التلميذ، وققررنا الاعتصام في يوم عطلة، لكن تمت مقابلتنا بتطويق أمني كبير".
نواب حزب العمال يساندون مطالب النقابات العمالية
وفيما تم تحويل المحتجين وترحيلهم على متن حافلات النقل لاقتيادهم إلى مركز الشرطة ومنعهم من الاحتجاج، استطاع نواب حزب العمال الوصول إلى ساحة الترامواي برويسو، وبعد حديث مقتضب مع عناصر الشرطة، وإظهارهم لبطاقة النائب التي تكفل لهم الحصانة البرلمانية، انتظروا في الساحة لترقب الوضع، وفي السياق ندد القيادي في حزب العمال رمضان تعزيبت بطريقة اعتقال النقابيين والتعامل مع الحركة الإحتجاجية السلمية ليقول "بهذه الطريقة هم يدفعون بالناس للشارع "، وواصل كلامه "الاحتجاج هو حق مكفول دستوريا".
يحياوي: أشعرنا السلطات بالاحتجاج السلمي
أكد ممثل التكتل النقابي المستقل قويدير يحياوي بأن النقابيين لم يتمكنوا من الوصول إلى ساحة الإعتصام بسبب التطويق الأمني المشدد على مداخل العاصمة وعلى مدخل ساحة رويسو، مشيرا إلى أنهم أشعروا السلطات العمومية وفق قوانين الدستور بالوقفة الإحتجاجية السلمية، والتي تم التحضير لها لإسماع صوت العمال للسلطات ولمطالبة الحكومة بفتح قنوات الحوار، لكن –يضيف- تفاجأنا بالمعاملة الأمنية واعتقال النقابيين، ومنع النقابيين من عقد الندوة الصحفية، حيث وجدوا أنفسهم مطوقين ومحتجزين داخل مقر النقابة وحتى الصحافيين منعوا من الالتحاق بالندوة.