"للأسف.. الفرنسية لم تعد إجبارية في التعليم بالجزائر"!

نواب في البرلمان الفرنسي ينقلون مخاوف بلدهم من المستقبل:
"للأسف.. الفرنسية لم تعد إجبارية في التعليم بالجزائر"!

أظهرت جلسة نقاش في لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية، عن تخوف ورعب يجتاح الدوائر الفرنسية بسبب صعود جيل من الجزائريين لم يعايشوا الاستعمار الفرنسي، صار يهدد المصالح الحيوية الفرنسية ليس في الجزائر فقط وإنما في بلدان المغرب العربي كافة، والتدهور المستمر لحال اللغة الفرنسية.

وفي الفيديو الذي يظهر نقاش النواب الفرنسيين خلال تقديم تقرير المهمة الإعلامية بلجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الفرنسي، التي أثار محتواها جدلا كبيرا في الأيام الماضية، قال رئيس المهمة غاي تيسييه، إن فرنسا يجب أن تكون حذرة تجاه الجزائر وبقية بلدان المغرب، لأن هناك إهمالا للعلاقات معها، في حين هناك بلدان أخرى بصدد أخذ مكان فرنسا خصوصا الصين والولايات المتحدة.

وحذر ذات البرلماني الفرنسي أمام بقية النواب مما وصفه فقدان فرنسا لمعرفتها الحقيقية بالجزائر والبلدان المغاربية الأخرى، مشيرا إلى أن الجيل الذي عايش الوجود الفرنسي (الاستعمار) بدأ يتناقص بشكل لافت.

وأكد تيسييه أنه من الخطورة الاعتقاد أن الإرث التاريخي الغني الذي تركته فرنسا في الجزائر وبلدان المنطقة سيكون قادرا على حماية علاقاتنا ومصالحنا هناك، في ظل هذا الجيل الجديد الذي لم يعايش الوجود الفرنسي.

وخلال عرض التقرير في شقه المتعلق بالجزائر قال غاي تيسييه إن المسألة الأكثر حضورا، التي تشغل بال الكثير في هذا البلد، هي قضية المستقبل السياسي، خصوصا بعد عدة حركات داخلية، لكن يبقى من الصعب فهم مسعى هذه الحركات، يقول المتحدث.

وعرج النائب الفرنسي على ملف المخابرات، موضحا أنه تم إجراء تعديلات مست هذا الجهاز، على غرار الجنرال مدين وتم دفعه خارج النظام، مضيفا أن الرئيس بوتفليقة ألحق "الدياراس" مباشرة بالرئاسة.

وأبدى رئيس المهمة أسفا كبيرا على حال اللغة الفرنسية في الجزائر، وكيفيات تعليمها سواء في المدارس أم لاحقا للطلبة الجامعيين. وفي هذا الصد قال النائب الفرنسي: "للأسف الفرنسية لم تعد إجبارية منذ التعليم الابتدائي في الجزائر... لكن فقط كخيار ابتداء من التعليم المتوسط"، وأضاف: "هذا ما يؤثر كثيرا على مشوار الطلبة لاحقا الذين يرغبون في إكمال مسارهم الدراسي بالفرنسية، حيث يجدون أنفسهم في مواجهة عوائق".