مشروع المحفظة الإلكترونية مازال مؤجلا.. خبراء لـ"الشروق":
التلميذ "هزم" أستاذه في الرقمنة.. والكتاب الورقي انتهى دوره
دعا خبراء في المعلوماتية، وزارة التربية إلى تبني مشروع المحفظة الإلكترونية من خلال رقمنة الكتاب المدرسي، حتى يتم تجنب فضائح الأخطاء التي تعرفها النصوص والصور الورقية مثلما حدث في خريطة العالم لكتاب الجغرافيا السنة أولى متوسط، وتساءل هؤلاء عن سبب غياب الإرادة في إحداث ثورة إلكترونية انطلاقا من المدرسة الجزائرية في وقت أصبح فيه التلميذ يتحكم أكثر من أستاذه في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، فوقع ما يسمى بـ"الهرم المعكوس".
أكد الخبير في المعلوماتية يونس قرار، أن مشروع المحفظة الإلكترونية طرح سنة 2008، عندما كان إطارا في وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال، وذلك ضمن "الجزائر الإلكترونية 2013"، وأوضح المتحدث لـ"الشروق"، أن الجزائر كان بإمكانها تحقيقه في خضم 5 سنوات، انطلاقا من لوح إلكتروني لكل تلميذ، حيث يرى أن التخوف من التكلفة المالية والمتابعة الدائمة عطل المشروع رغم أن الخسائر المالية في طباعة الكتب الورقية وإعادة تصحيحها لا تقل حسبه، عن ذلك.
وقال قرار إن المحفظة الإلكترونية، تحتاج إلى مراحل قبل تعميمها عبر ولايات الوطن، كما لا يمكن حسبه رقمنة كل كتب المواد وحتى كتب المراحل الدراسية دفعة واحدة، موضحا أنه على وزارة التربية في حال انطلاقها في اعتماد هذا المشروع أن تبدأ برقمنة بعض المواد من دون غيرها ورقمنة كتب الأقسام الدراسية غير نهائية أي التي لا يمتحن تلاميذها في امتحانات نهائية مصيرية حتى لا يتم التشويش عليهم.
وفيما يخض اللوح الإلكتروني، أكد قرار، أن هذه الخطوة يجب أن يقوم بها خبراء في المعلوماتية والتربية وعلم النفس، حيث يتم تصميم اللوح الإلكتروني حسب سن التلميذ، من خلال تأمين الدروس المحملة فيه، وتزويده بآليات تقنية مناسبة.
ويرى الخبير أن تبني فكرة "المحفظة الإلكترونية" التي يمكن تعميمها في أقل من 5 سنوات، سيحقق تطورا ملحوظا في إلغاء الدروس، حيث يصبح بإمكان الأستاذ معرفة درجة الاستيعاب والمتابعة من طرف التلاميذ، في الوقت الذي -يضيف قرار- تصمم الدروس بطريقة ذكية وقد ترفق بفيدوهات وألوان تشجع على قراءتها، وهي تحسينات إضافية قد لا نجدها في الكتاب الورقي الذي تخسر فيه الحكومة أموالا طائلة وقد يحتوي على أخطاء.
في السياق، أكد الدكتور عثمان عبد اللوش، خبير في المعلوماتية، لـ"الشروق"، أن الكتاب الإلكتروني خير بديل لتجنب فضائح أخطاء الكتاب المدرسي الورقي، والخسائر المالية المدفوعة لاستدراك هذه الأخطاء، وقال إن المدرسة الجزائرية تعرف ما يسمى"الهرم المعكوس" الشيء الذي قد يخلق نوعا من الفوضى في تبع الدروس على الورق من طرف التلاميذ، ويعني حسبه أن التلميذ الجزائري أكثر ثقافة إلكترونية من أستاذه.
واتهم عبد اللوش، وزارة التربية بتجاهل مواكبة التكنولوجيا رغم أن الثورة الرقمية تبدأ حسبه من المدرسة، حيث قال إن غياب الإرادة السياسية في اعتماد الكتاب الإلكتروني لن يجعل المنظومة التربوية مستقرة وستتخللها الكثير من الأزمات وستتكرر حسبه، فضائح الأخطاء المسجلة في الكتب الورقية.