11 يوما بعد انطلاق "مسيرة الكرامة" من ولاية بجاية
الأساتذة المتعاقدون يُواصلون اعتصامهم بـ "ميدان الإدماج"
متفائلون متفائلون... صامدون؛ هكذا استقبلنا أمس؛ الأساتذة المتعاقدون المعتصمون بميدان الإدماج ببودواو غرب بومرداس؛ رغم مرور 11 يوما عن بداية مسيرة الكرامة ومن ثمة الاعتصام بعد توقيفها ببودواو ومنعهم من بلوغ العاصمة.
رغم أن العشرات من الأساتذة قد ساءت حالتهم ووجدناهم ممدين على الأرض بعدما خارت قواهم وعجزت أرجلهم عن حمل أجسادهم وأصروا على مواصلة الإضراب عن الطعام في وقت تراجع آخرون على أن يباشروا الإضراب بالدور ؛ في وقت فضل البعض الآخر ممن باتو يسهرون على تأمين الحماية لزملائهم أخذ قسط من الراحة
ونقل عددا ممن أصيبوا بإغماءات لتلقي الإسعافات؛ إلا أن التفاؤل والحماس لم يغب عنهم في ظل وجود من أطلقوا عليهم تسمية "شعراء المسيرة" الذين يلعبون دورا مهما في شحن باقي المحتجين؛ ومن بين الشعراء الذين تزامن تواجدنا بدوره في استلام مكبر الصوت هو الأستاذ عبد الوهاب الذي تنقل من وهران إلى العاصمة و منها إلى بجاية وبودواو؛ أين يتكفل بإلقاء كلمات وعبارات حماسية تشجيعية يرددها بعده البقية فيما لم تبخل الفتيات بإطلاق العنان للزغاريد؛ وهو ما اعتبره هؤلاء محمسا ودافعا لمواصلة المعركة التي سيظل عليها هؤلاء لغاية تحقيق مطلبهم في الإدماج.
ومن بين الأسباب والعوامل التي رفعت من معنويات المحتجين على غرار زيارات التضامن من قبل نواب البرلمان كزيارة النائبة نعيمة ماجر ورئيس كتلة حمس؛ وكذا التكافل الذي وجدوه من قبل سكان مدينة بودواو الذين أمدوهم بالضروريات؛ فيما صنع تلاميذ أستاذ تربية بدنية الحدث؛ عندما تنقلوا من متوسطتهم إلى مكان اعتصام أستاذهم وبحثوا عنه وسط زملائه إلى أن التقوه وتبادلوا معه الحديث وأخذ معهم صورا تذكارية؛ في وقت تنقلت تلميذة سنة أولى رفقة والدتها للبحث عن معلمتها المعتصمة التي تتحمل البرد والجوع لاسترجاع كرامتها.
أما عدد من الأستاذات المرسمات اللاتي زرن المعتصمين أمس؛ فقد ذرفن الدموع بكاء على حال هؤلاء حيث اعتبرنه معبرا عن حال الأستاذ بالجزائر.
وبخصوص قرارات التوقيف من مناصبهم التي تلقاها بعض المحتجين؛ فقد رد بشأنها محدثونا ممن التقيناهم بميدان الإدماج بكل برودة أعصاب وابتسامة تخفي حسرة على حالهم من جهة ومكابرة ناجمة عن الحالة السيئة لحالهم وهم متعاقدون ويعملون يوميا بدون تقدير من شأنه دفعهم لمواصلة العمل على هذا الشكل؛ حيث قالت بشأنه أستاذة من شعبة العامر وهي ضاحكة "نحن مطرودون منذ زمن؛ فما هو الجديد في الأمر"، في وقت قال آخر "الطرد لم يحرك فيا ساكنا؛ هدفنا واضح ولا رجوع فيه".