تلاميذ في الشارع احتجاجا على طرد أساتذتهم!

فوضى وتخريب عبر بعض المؤسسات التربوية
تلاميذ في الشارع احتجاجا على طرد أساتذتهم!

منعت قوات الأمن، التلاميذ من الخروج إلى الشارع، الأحد، بحيث تم تطويق كافة مخارج المؤسسات التربوية لتفادي الفوضى، حيث اكتفى التلاميذ بتنظيم وقفات احتجاجية سلمية داخل ساحات الثانويات، فيما خرج التلاميذ بولايات أخرى في مسيرات للتنديد بقرار طرد أساتذتهم.

غير أن المؤسف في القضية هو تحول بعض الاحتجاجات إلى أعمال تخريب لممتلكات بعض المؤسسات التربوية. في وقت تم تسجيل اتساع رقعة الاحتجاجات لتشمل تلاميذ السنة الأولى والثانية ثانوي وتلاميذ الطور المتوسط عبر بعض المؤسسات والجهات.

رفض تلاميذ في الطور الثانوي الالتحاق بأقسامهم منذ الخميس الماضي، وأقدموا على تنظيم وقفات احتجاجية بساحات ثانوياتهم، لإسماع صوتهم ورفع انشغالهم إلى المسؤولين بوزارة التربية، بحيث رفعوا لافتات كتبوا عليها "لا لعزل الأساتذة" "لا للمستخلفين" "أساتذتنا هم أعمدة مؤسساتنا"، عبروا من خلالها عن رفضهم المطلق لقرار عزل وطرد أساتذتهم القدامى من مناصبهم جراء الإضراب المفتوح الذي تشنه نقابة "الكناباست" منذ الـ 30 جانفي الفارط.

وقال تلاميذ إن الغاية التي يسعون لأجل تحقيقها هو استئناف تمدرسهم لدى أساتذتهم القدامى الذين يتمتعون بخبرة مهنية عالية عكس الأساتذة المستخلفين. ولجأ مديرو مؤسسات تربوية خاصة مديري الثانويات، إلى التحرك باتخاذ إجراءات مستعجلة، لاحتواء الوضع تفاديا لتأزمه، خاصة أنهم لم يتمكنوا من التحكم في التلاميذ في ظل نقص التأطير الإداري بعد تسجيل عجز كبير في فئة مساعدي ومشرفي التربية المكلفين بالتأطير والمراقبة. وسارعوا في الوقت بدل الضائع إلى إبلاغ التلاميذ المحتجين بأن قرارات العزل التي سلمت لأساتذتهم يمكن أن تلغى وتسقط بمجرد توقيفهم لحركتهم الاحتجاجية واستئنافهم للعمل.

ولأجل ضمان إبقاء التلاميذ بأقسامهم، وجهت الأمانة العامة لوزارة التربية الوطنية "برقية" تحمل طابع "مستعجل" إلى مديري التربية للولايات، من خلال المفتشين، تحثهم فيها على ضرورة النزول إلى الميدان، ببرمجة زيارات مكثفة للمؤسسات التربوية خاصة المتوسطات والثانويات التي شهدت خروج التلاميذ إلى الشارع، من أجل محاورتهم وإقناعهم بضرورة العدول عن حركاتهم الاحتجاجية. في وقت حملت الوزارة الوصية مديري المؤسسات التربوية مسؤولية خروج التلاميذ إلى الشارع، وبالتالي في حال تسجيل أي انزلاق سيتعرضون لعقوبة العزل من المناصب، في وقت رفض فيه بعض المديرين تسليم قرارات العزل للأساتذة في إطار التضامن معهم.


رفضوا الإلتحاق بمقاعد الدراسة

تلاميذ في مسيرات عبر الولايات تضامنا مع الأساتذة المفصولين

خرج المئات من التلاميذ في عدة ولايات، الأحد، في مسيرات احتجاجية وتضامنية مع الأساتذة المفصولين بقرار من وزارة التربية، ورفعوا شعارات تطالب بعودة أساتذتهم، فيما قرر العشرات منهم مقاطعة الدراسة.

ونظم تلاميذ الطور الثانوي بولاية سوق أهراس، وقفة احتجاجية، للتنديد  بقرارات عزل الأساتذة الذين دخلوا منذ مدة في إضراب عن العمل بعدة مؤسسات تربوية استجابة لدعوة الكناباست. وقال مدير التربية صالح بن داد لـ"الشروق" أنه إلى غاية اليوم لم يتم عزل أي أستاذ وإنما تم إرسال إنذارات لـ145 أستاذ بعد إهمالهم مناصبهم لمدة 15 يوما.

كما شن، الأحد، تلاميذ ثانويتي بشير بولغب، والمتعددة الاختصاصات، ببلدية أم الطوب، بولاية سكيكدة، حركة احتجاجية، حيث أغلقوا بابي المؤسستين التربويتين، مطالبين بإعادة الأساتذة المفصولين إلى مناصب عملهم، رافضين الأساتذة المستخلفين.

وبالسحاولة في العاصمة، احتج تلاميذ ثانوية محمد بوضياف، على قرار فصل أساتذتهم، ورفعوا شعارات تندد بعزل الأساتذة المضربين، وطالبوا وزارة التربية بفتح باب الحوار. وفي الأغواط تجمهر أمس الأساتذة أمام ثانوية الغزالي، احتجاجا على قرار فصل 149 أستاذ الصادر نهاية الأسبوع من قبل مديرية التربية، حاملين لافتات منددة بالقرار الذي وصف من قبلهم بالتعسفي وإلى جانبهم وقف أيضا ممثلون عن المقتصدين تضامنا مع زملائهم الأساتذة، كما جاب تلاميذ بعض الثانويات بعض الشوارع حاملين لافتات "كرامة الأستاذ فوق كل اعتبار" وتجمهروا أمام مقر مديرية التربية.

أما في بسكرة فقد أقدم التلاميذ بالمقاطعة الإدارية أولاد جلال ببسكرة، على الاحتجاج رافضين الدخول إلى الأقسام، ورفعوا شعارات "لا عودة للدراسة إلا بعودة أساتذتنا المفصولين"، وكانت نسبة مقاطعة الدراسة قد بلغت 100 بالمائة في ثانويتين، فيما لم تتجاوز نسبة مقاطعة الدراسة في الثانوية الثالثة 60 بالمائة.

في وهران رفض تلاميذ، منهم متمدرسون بأقسام نهائية بثانوية المهدي بوعبدلي، الكائنة بمدينة آرزيو بولاية وهران، الالتحاق بالقاعات، في احتجاج دخل أمس يومه الثاني، للتنديد بإعذارات الفصل التي تلقاها أساتذتهم المضربين، فيما اكتفى نظراءهم بمؤسسات أخرى بشجب إجراءات العزل في وقفات مساندة للمربين المعاقبين، بينما كادت الأمور أن تتخذ منعرجا آخر في بعض الثانويات، بسبب قرار تقديم رزنامة اختبارات الفصل الثاني.

وفي سعيدة، اعتبر عدد من التلاميذ في تصريحات لـ"الشروق"، أن قرار عزل الأساتذة غير مدروس، معبرين عن مخاوفهم من عدم إنهاء برنامجهم الدراسي، رافعين شعارات: "يا للعار.. يا للعار وزارة بدون قرار... لا للدراسة حتى رجوع الأساتذة المفصولين".

أما في عين تموشنت فقد نظم العشرات من تلاميذ الأقسام النهائية، وقفة احتجاجية أمام مقر مديرية التربية للمطالبة بجملة من المطالب، على رأسها تحديد عتبة الدروس.

وفي تيارت انضم تلاميذ  الثانويات إلى إضراب الأساتذة في إطار حركة مست حتى تلاميذ المتوسطات في العديد من المناطق عبر الولاية. كما خرج الأحد العشرات من تلاميذ الثانويات بكل من مدينتي لمغير وحاسي خليفة، في مسيرات جابت الشوارع الرئيسية، تضامنا مع أساتذتهم المُضربين. وانتهت المسيرة بقطع الطريق الوطني رقم 03، والتجمهر أمام مقر القاطعة الإدارية بالمغير. وقام تلاميذ بثانوية إحميداتو حمد بقرية المُرزاقة شمال مدينة حاسي خليفة، بوقفة احتجاجية تضامنية مع أساتذتهم المضربين.

وبخنشلة نظم تلاميذ عديد ثانويات الولاية بمسيرات، احتجاجا على عزل أساتذتهم، ومنعت الشرطة التلاميذ من السير في عدد من المناطق، فقام هؤلاء برشقها بالحجارة، كما سجلت توقيفات وسط المحتجين.

قامم صباح الأحد تلاميذ ثانوية سيدي عباز ببلدية بنورة في ولاية غرداية بوقفة احتجاجية تضامنية مع زملائهم التلاميذ في مختلف ربوع الوطن، والمطالبة باستكمال السنة الدراسية وإيقاف الإضرابات، وحسب مصدر عليم فإن التلاميذ قرروا تنظيم مسيرة نحو ثانوية مفدي زكريا، إلا أن مصالح الأمن سارعت لتفريقهم.