استفادوا من الاحتكار بعدما اشتروا كميات كبيرة منها من المعارض
"سماسرة" يلهبون أسعار الكتب المدرسية بالسوق الموازية
كشفت تحقيقات ميدانية عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء استمرار مشكل الندرة في الكتب المدرسية، خاصة الجديدة منها، المعروفة "بالجيل الثاني"، بحيث أكدت التقارير أن "سماسرة" الكتب قد اشتروا كمية كبيرة من المناهج في مختلف المستويات من "المعارض" التي نظمتها الوزارة وأعادت بيعها في "السوق السوداء" بأثمان باهظة، بحيث وصل سعر الكتاب الواحد إلى 1200 دينار.
وأفادت التقارير الميدانية عقب الانتهاء من التحقيق في مشكل استمرار انعدام الكتاب المدرسي ببعض الولايات وتوفره بصفة محدودة جدا بولايات أخرى، أن "سماسرة" الكتب قد استغلوا فرصة إقدام وزارة التربية الوطنية على تنظيم "معارض" للكتاب المدرسي على مستوى كافة ولايات الوطن في الفترة بين الـ5 والـ 12 سبتمبر الجاري، لتقريب التلميذ من الكتاب، حيث قاموا بشراء كميات كبيرة من الكتب خاصة مناهج "الجيل الثاني" وأخفوها، فيما لجؤوا إلى طرحها في السوق السوداء بإعادة بيعها بأسعار مرتفعة بحيث بيع كتاب الرياضيات على سبيل المثال، بـ1200 دينار بولايات أم البواقي، البليدة، بومرداس، خنشلة، سعيدة، الجزائر غرب، بعدما تأكدوا من نفاد مختلف العناوين بالمؤسسات التربوية والمكتبات الخاصة. هذه الأخيرة التي حصلت على رخصة من الوزارة الوصية لبيع الكتاب المدرسي بهامش ربح حدد بـ 15 بالمائة.
وأمام استمرار مشكل الندرة في الكتب المدرسية، لجأ الأولياء إلى علاقاتهم الخاصة لاقتنائها لأبنائهم، بجلبها من ولايات أخرى، خاصة في وقت أعطى مديرو المؤسسات التربوية تعليمات صارمة للتلاميذ بإلزامهم جلب الكتب المدرسية دون تأخير، في حين إن مؤسسات تعليمية أخرى تساهلت مع تلاميذها بعدما رخصت لهم باستعمال "الكتاب الموحد" بصفة مؤقتة، في حين توفر الكتاب لدى الجميع، حيث تفادت الضغط على التلاميذ استجابة لتعليمات وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط التي دعت الأساتذة في العديد من المناسبات إلى اغتنام شهر سبتمبر لتشخيص معارف تلاميذهم بالقسم وأكدت أن استعمال الكتاب في هذه الفترة ليس بالضروري.