الأساتذة "للشروق": الطلبة الجدد مُقتنعون بأن الغش وسيلة للنجاح
الغش يستفحل في مختلف معاهد وكليات الجامعات الجزائرية
تنقضي امتحانات السداسي الأول في غالبية جامعات الوطن، هذا الخميس، ليستأنف الطلبة الدراسة السبت المقبل، ولمعرفة نتائج الطلبة وخاصة الطلبة الجدد، قامت "الشروق" بجولة استطلاعية على مستوى بعض الكليات التي انتهت فيها فترة امتحانات السداسي الأول الخميس الفارط، بالجزائر العاصمة، لتقف على نتائج الطلبة الجدد، التي وصُفت بالكارثية وأخذت جانبا كبيرا من السُّخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لم يتماطل بعض الأساتذة في تعليق نقاط امتحانات السداسي الأول بالأخص بالنسبة لنقاط الطلبة الجدد، ولم يأخذوا وقتا كبيرا في تصحيحها، خاصة وأنهم تفاجأوا أثناء عملية التصحيح بالعديد من الأوراق الفارغة التي لم يبلغ زمن تصحيحها الدقيقة الواحدة، وهذا ما خفف عملية التصحيح على الأساتذة الذين عبر البعض منهم في حديثهم مع "الشروق"، عن أسفهم الشديد من النتائج التي تلقوها بعد إجراء عملية تصحيح الأوراق، حيث صرحوا، أنهم تفاجأوا في الأول أثناء الحراسة، بالطلبة الجدد الذين تفنّنوا في الغش بشتى أساليبه، حيث أقسم بعض الأساتذة لنا، أن هناك طلبة لم يقرأوا حتى الأسئلة وراحوا يبحثون عن وسيلة للغش، إما عن طريق الهاتف النقال أو أوراق صغيرة أو باستعمال السماعات لبعض المحجبات وغيرها من وسائل الغش، التي اعتمدها هؤلاء الطلبة في امتحان شهادة البكالوريا، وتمكنوا بها من النجاح ونيل الشهادة، وها هم يعيدون الكرّة في الجامعة، كما أقسم لنا أستاذ آخر بكلية الإعلام والاتصال ببن عكنون، أنه تفاجأ يوم الامتحان بطالب سنة أولى وهو يضع هاتف نقال فوق الطاولة ويبحث في "غوغل" عن إجابات للأسئلة التي طُرحت عليه في الامتحان، وأجمع معظم الأساتذة على أن طلبة السنة الأولى في غالبية التخصصات، لم يدرسوا ولم يحضروا حرفا واحدا للامتحانات، واعتمدوا على الغش كوسيلة للنجاح وفقط..
وبعد حديثنا مع الأساتذة اطلعنا على بعض النتائج المعلقة، أين تفاجأنا بنقاط غالبيتها لم تتجاوز سقف الخمسة من عشرين، وهذا ما دفعنا للحديث مع الطلبة، الذين اقتنعوا بفكرة واحدة وجعلوا منها قاعدة يطبقونها طوال فترة دراستهم في الجامعة، وهي الغشّ بدل الدراسة، باعتبار أنهم حتى ولو درسوا وتعبوا، حسبهم، سينالون مُجرد شهادات يعلقونها في منازلهم وفقط، ولن توفر لهم هذه الشهادات أي فرص عمل، على حد قولهم، لهذا اختاروا الغش عوض الدراسة، لتحصيل هذه الشهادات غير المعترف بها، حسب ما قالوا، والتي لا توفر لهم لا عملا ولا أجرا.