سماسرة يستثمرون في معاناة التلاميذ وعجز الوزارة
الكتب المدرسية بـ 600 دج على المواقع الالكترونية والأرصفة !
رغم مرور أسبوعين على الدخول المدرسي، إلا أن مشكل الكتاب لا زال يخيم على العديد من المؤسسات التربوية، التي عجزت عن توفيرها للتلاميذ فاسحة المجال للأولياء لدخول حرب شرسة مع الوقت ورحلة بحث مضنية عن الكتب التي لم يظهر لها أثر، وهو ما تسبب في تعطَل البرنامج الدراسي في الكثير من المؤسسات التعليمية في غياب الكتب، وقد دفعت هاته الوضعية الكثير من الأولياء إلى الجري في كل الاتجاهات بحثا عن الكتاب المختفي.
وما شد انتباهنا ونحن نجري هذا التحقيق هو خرجات بعض مدراء المدارس الذين صاروا ينصحون الأولياء بالبحث عن الكتب المدرسية الخاصة بالابتدائي بالأسواق الشعبية مثل المدينة الجديدة بوهران، والتي تحوَلت للقبلة رقم واحد للعائلات التي تبحث عن كتب لأبنائها، فهل يعقل أن تغيب الكتب من رفوف المؤسسات التربوية والمطابع لتتواجد بقوة على الأرصفة وبأسعار جنونية.
كتاب الرياضيات سنة ثالثة يباع بـ600 دينار؟؟
وقد عثرنا على كتاب الرياضيات الخاص بالسنة الثالثة ابتدائي عند أحد الباعة الذي كان يعرضه بأسعار خيالية وصلت إلى حدود الـ 600 دينار، رغم أن قيمته الحقيقية في المدرسة لا تتجاوز الـ 210 دينار، وهي المعطيات التي أثارت حالة من السخط والاستهجان وسط الأولياء الذين تساءلوا عن دور الرقابة التي تفرغت لأمور تافهة وفسحت المجال لتجار السوق السوداء لحرق جيوب المواطنين و استغلال الوضع لصالحهم.
أولياء يتركون مشاغلهم ويتجوَلون عبر البلديات بحثا عن الكتب؟
من جهة ثانية أفاد بعض الأولياء أنهم منذ انطلاق الموسم الدراسي وهم في رحلة غير منتهية عبر البلديات النائية، مثل بوتليليس بطيوة، حاسي بونيف وغيرها على أمل الحصول على الكتب التي يحتاج إليها أبنائهم، وفي هذا السياق أكدت السيدة محجوبة أنها صارت لا تذهب لمكتبها كثيرا منذ الدخول المدرسي والسبب هو البحث عن الكتاب المفقود، خاصة كتاب الرياضيات سنة ثالثة ابتدائي، الذي عجزت إدارة المدرسة التي تدرس فيها ابنتها عن توفيره.
كتب الابتدائي تباع في كبرى المواقع الالكترونية؟؟
وأطرف ما عثرنا عليه خلال عملنا الميداني هو إقدام بعض المهووسين بأمور الأنترنت وتصفح صفحات البيع والشراء عبر الموقع الرائج واد كنيس، على نشر بعض الكتب في محاولة منهم لبيعها عن طريق المزاد العلني، وهي الفكرة التي رحب بها الكثير من الأولياء، في حين اعتبرها البعض الآخر تلاعبا بمشاعر الأولياء، لاسيما وأن معظم تلك الإعلانات وهمية يحاول أصحابها التسلية و المزاح.