المبادرة الجزائرية لمراجعة المنظومة التربوية تتحرك وتؤكد:
لا نمارس السياسة.. لا ندعو للفوضى والحفاظ على مواد الهوية معركتنا
أطلقت، أمس، المبادرة الجزائرية لمراجعة المنظومة التربوية رسميا، بحضور أعضائها من أساتذة جامعيين، نقابيين وشخصيات وطنية وتاريخية، الذين أكدوا بأن المبادرة جزائرية "بامتياز"، وليس لها لا لون سياسي ولا إيديولوجي ولا تدعو للفوضى في الشارع، بقدر ما تسعى للمحافظة على مواد الهوية الوطنية باعتبارها "خطا أحمر" مطالبين بلقاء الرئيس بوتفليقة و الوزير الأول.
أعلن، أعضاء المبادرة عن انطلاق نشاطها للمحافظة على مواد "الهوية الوطنية"، من مقر النقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين، حيث دعا أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم الإسلامية بجامعة بن يوسف بن خدة عمار جيدل في تدخله، إلى ضرورة تطعيم أبنائنا ضد كل "الأوبئة المعنوية" لكي لا يصبحوا مستقبلا إما من عبدة الشيطان أو ينتمون لتنظيم "داعش"، وذلك عن طريق تعزيز عناصر الهوية الوطنية في المنظومة التربوية و يتعلق الأمر بمواد التربية الإسلامية، التاريخ والجغرافيا، التربية المدنية، و تثبيتها في الامتحانات الرسمية لجميع الشعب، إضافة إلى الرفع من حجمها الساعي مع أهمية وضع "نقاط إقصائية" لها، مشددا على ضرورة معالجة المشاكل في سلم واستقرار لأن المجتمع الجزائري ليس بحاجة إلى "توترات".
كما طالب المتحدث الحكومة بإرجاء البت في ملف إعادة هيكلة امتحان شهادة البكالوريا، الذي ستصادق عليه الحكومة في اجتماعها المزمع في 24 أوت الجاري، وتوسيع الاستشارة للمختصين، مع أهمية استعادة شعبة العلوم الإسلامية التي اندثرت و تعزيز اللغات الأجنبية ذات الحضور الحضاري والنوعي وهي الانجليزية ليس الفرنسية.
وكشف، رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، علي بن زينة، عن تلقي الأساتذة الجدد الناجحين في مسابقة التوظيف الأخيرة، تعليمات خلال الدورة التكوينية التي نظمت شهر جويلية، تم حثهم فيها على ضرورة تلقين الدروس لتلاميذ السنة أولى ابتدائي "بالعامية"، وهو تكريس لقرار الوزيرة.
ومن جهته، وصف الأمين العام للنقابة الوطنية للأئمة، جلول حجيمي، المبادرة بالجزائرية "بامتياز"، مشددا بأن المساس بمواد الهوية الوطنية هو خط أحمر، وعلى الدولة ووزارة التربية الوطنية أن تحمي هذه المبادرة على اعتبار أنها لا تحمل لا لونا سياسيا ولا إيديولوجية معينة، وإنما هي "مطلبية" تسعى للمحافظة المرجعية الدينية والفكرية بعيدا عن الفوضى لأن مجتمعنا ليس محتاجا إلى التوتر.
في حين ناشد رئيس النقابة المستقلة للأئمة جمال غول، وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى التحرك للدفاع عن مواد الهوية الوطنية، على اعتبار أن حماية المرجعية الدينية و الوطنية من صلاحياته. داعيا الأئمة إلى تحسيس الأولياء في خطبهم بخطورة الوضع.
وأما المؤرخ والمفكر محمد الهادي الحسني، دعا في تدخله إلى ضرورة تبرئة الذمة من الأطراف التي تكيد للجزائر باسم "الإصلاحات التربوية"، وأن يصيح الجميع لإنقاذ بلادنا لأنها فعلا في خطر. في حين شدد أستاذ الرياضيات بجامعة باب الزوار أن مقترح تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية هو بمثابة "تراجع ممنهج"، جازما أن مواكبة التطورات لا يمكن أن تتأتى إلا باعتماد الانجليزية كلغة حية وليس الفرنسية.