هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الإدارة فن و جودة _الجودة ثقافة فسلوك فممارسة و تطبيق _
مرحبا بكم في منتدى المدرسة المتميزة _النعامة_ المتعة والفائدة عنواننا فمرحبا بكم بيننادائما ترقبوا الجديـــــد مع منتدى المدرسة المتميزة الادارة غير مسؤولة في حالة ظهور لوحات اشهارية لا تليق بمجال التربية والتعليم
عدد المساهمات : 3329 نقاط : 8583 تاريخ التسجيل : 09/01/2015 العمر : 45 الموقع : mamouni_brahim@yahoo.com
موضوع: تلاميذ يمارسون التجارة في العطلة لتغطية مصاريفهم الأحد مارس 27, 2016 9:32 pm
بالرغم من حظر القانون لعمل القصر تلاميذ يمارسون التجارة في العطلة لتغطية مصاريفهم في الوقت الذي يخلد فيه الأطفال للراحة والاستجمام خلال أيام العطلة الربيعية، محاولين استغلال أيامها في الترويح عن أنفسهم من خلال التجوال والتقاط أنفاس جديدة للعودة لمقاعد الدراسة بمعنويات مرتفعة كي يتسنى لهم التحضير بشكل جيدة للفصل الثالث، ترى شريحة ثانية من الأطفال في العطلة فرصة لجمع المال لتلبية احتياجاتهم الشخصية والعائلية.
يضطر عديد التلاميذ من مختلف الفئات العمرية للعمل خلال أيام العطلة والتي يفترض أن تكون مساحة للراحة من زحمة الدروس وتعبها، فمن خلال تجوالك في شوارع العاصمة وأسواقها الفوضوية تلاحظ الانتشار الكبير للأطفال بعضهم يعمل في تفريغ الشاحنات بسوق الجملة للمواد الغذائية بالسمار، وآخرون يبيعون مختلف الأشياء من دبابيس، أكياس بلاستيكية، مناديل ورقية، أكاليل النرجس ... فالمهم بالنسبة لهم العودة ببضع دنانير .
ونحن نتجول في ساحة الشهداء، لاحظنا التزايد الكبير في عدد الأطفال التجار بعضهم يتحول فجأة من بائع إلى مطارد يلحقك في كل مكان ويتقفى أثرك محاولا إقناعك بشراء شيء من عنده. "أسامة" صاحب 13 سنة، كان يحمل بيده مجموعة من العقود الفضية وراح يحاول إقناعنا بعبارة هي أقرب للتسوّل منها للبيع، قائلا: "أختي أشري من عندي فيها مفتاح باش ربي يفتحها عليك"، وبقي يلاحقنا ويخفض السعر في كل مرة لنرضخ لطلبه في الأخير. أسر لنا بأنه يعمل منذ سن الثامنة، فوالداه مطلّقان وكل منهما عاود الارتباط وله أسرته الخاصة أما هو فبقي في بيت جدته العجوز، وهو مجبر على العمل لتأمين احتياجاته مضيفا أنه يعمل حتى خلال أيام الدراسة على الساعة الواحدة وبعد خروجه فالمهم عنده أن يؤمن المال.
ولعل استعمال عبارات التوسل والتسوّل هي السمة المشتركة بين الباعة الأطفال، ف"وليد" راح يترجى المارات أن يقتنين من عنده بعض "الدبابيس" وعندما اقتربنا منه لاستفساره عن أسباب عمله خلال العطلة. أجابنا بأن ظروف عائلته المادية القاهرة هي التي أجبرته على ذلك واستظهر لنا حذاءه الرياضي الممزق الذي يلبسه، قائلا: لهذا أعمل حتى أشتري حذاء جديدا أدرس به طيلة الفصل الثالث تعرفين كم أجمع من وراء ركضي خلف الفتيات والنساء 300 دج إنه مبلغ زهيد لكن فيه البركة.
فيما يرى "محمد" من البليدة، والمعتاد على بيع عديد الأشياء حسب الفصول والمواسم من مطلوع، ديول، شاربات، حشيش ومعدنوس، أكياس بلاستيكية، أزهار النرجس، وحتى الشمة، أن جني المال هو المهم بالنسبة إليه فوالدته تصنع العجائن لتعيلهم وهو يساعدها ببيع ما تصنعه، مستطردا أنه يحاول الجمع بين دراسته والبيع لكنه انعكس على نتائجه الدراسية مكملا في كل صباح أركب القطار وأنزل تارة في الحراش ومرة في حسين داي أو بلكور لأبيع ما أحمله والناس يتعاطفون معي فيشترون مني حتى ولو لم تكن بهم حاجة.
من جهته، صرح رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الحاج الطاهر بولنوار، أن الأطفال القصر الذين يمارسون النشاطات التجارية يستغلون نقاط البيع الفوضوية للبيع فيها بالرغم من أن القانون يمنع ذلك وهذه الظاهرة تزداد في العطل بنسبة 30 من المائة، مضيفا أنه سبق وأن كشفت بعض الإحصائيات عن وجود 2000 طفل عبر التراب الوطني يعملون بصفة دائمة غير أن العدد يتضاعف في أيام العطل، وكشف بولنوار عن غياب قانون يمنع الأطفال من البيع في الشوارع مطالبا المنظمات والدولة بالتدخل العاجل لحماية هذه الفئة بالأخص الذين يعملون في "العتالة" بأسواق الجملة مقابل أجور زهيدة تتراوح مابين 200 و400 دج.