الميثاق "مايوكلش الخبز".. ولن ندخل بيت الطاعة!

ممثلو نقابات التربية وجمعيات أولياء التلاميذ في ندوة "الشروق":
الميثاق "مايوكلش الخبز".. ولن ندخل بيت الطاعة!
شكّل ميثاق أخلاقيات المهنة بقطاع التربية، حدثا غير مسبوق على الساحة... فبعد معركة شد وجذب "أزليّة" واتهامات بين الشركاء الاجتماعيين والوصاية، توّجت لقاءاتهم بميثاق للأخلاق، وقّعت عليه ثماني نقابات وجمعية أولياء التلاميذ، رأت فيه سبيلا "لأخلقة" قطاع فقد الكثير من مبادئه واحترامه، فيما عارضته ثلاث نقابات، مُتهمة "المتواطئين" بدخول "بيت الطاعة"، متسائلة "هل فقدنا أخلاقنا حتى تأتينا بن غبريط بميثاق للأخلاق..."؟؟.
فبين التناقض في الآراء وتنويرا للرأي العام عن حقيقة هذه الوثيقة المثيرة للجدل، جمعت "الشروق" نقابات قطاع التربية وممثلي أولياء التلاميذ المؤيدين والمعارضين للميثاق حول طاولة واحدة، وفتحت لهم باب النقاش.... فكان الحوار حادا وساخنا، خرج أحيانا عن السيطرة، وغلب عليه فقدان الأعصاب، وكل يريد الانتصار لرأيه... والنتيجة نقاش ثري ومفتوح "يشرّح" واقع المدرسة الجزائرية، بين مطرقة ميثاق بن غبريط وسندان قانون مالية يستدعي تطبيقه هدوءا اجتماعيا.

مسعود عمراوي، رئيس الشبكة الإعلامية بنقابة "لونباف":

الرافضون للميثاق يقولون إنه"مايوكلش الخبز"!!

قال الأمين الوطني، رئيس الشبكة الإعلامية بنقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، "لونباف" مسعود عمراوي، خلال منتدى "الشروق"، إنه آن الأوان لكسر كافة الطابوهات، من خلال الذهاب خطوة نحو الأمام لأخلقة قطاع التربية الوطنية، خاصة وأن تلميذ اليوم ليس هو تلميذ الأمس وأستاذ اليوم ليس أستاذ الأمس. بحيث أضاف "نتألم كثيرا لما نسمع أن أطرافا تصرح وتقول إن ميثاق أخلاقيات المهنة "ماتوكلش الخبز" "، وأنا أقول من هذا المنبر "حتى بيان الفاتح نوفمبر 1954 ماوكلش الخبز للجزائريين وإنما جلب لهم الاستقلال". في الوقت الذي شدد على أن نقابته لم توقع على الأستاذ لكي تهذب الأستاذ الذي لديه 20 سنة خبرة وإنما لبناء مدرسة عمومية قوية وذات نوعية.

وأكد، عمراوي، أنه يتحدى كل شخص يقول إن الميثاق في نسخته المعدلة، والموقع من قبل ثماني نقابات بتاريخ الـ29 نوفمبر الماضي، يتضمن أي جملة أو عبارة تحد من العمل النقابي وتمنع الإضراب، في حين أن مواده شملت ومست جميع أطراف الجماعة التربوية من تلاميذ، أساتذة، أولياء للتلاميذ وإداريين ولم تستثن أي أحد، نافيا أن تكون الوزارة بهذا الميثاق قد أدخلتهم "بيت الطاعة"، حين أضاف "إذا كانت الوزارة الوصية ثابتة في خطواتها نحن نحييها وإذا تراجعت إلى الوراء سوف نعود إلى الحركات الاحتجاجية".

وشدد رئيس الشبكة الإعلامية، على أن نقابته وجدت وتأسست لأجل الدفاع عن حقوق مستخدمي القطاع، فكيف لها اليوم أن تتهم الأستاذ بتدني أخلاقه.



إيدير عاشور الأمين العام لنقابة "الكلا":

التوقيع على "وثيقة" لن يحل مشاكل الموظفين

أكد إيدير عاشور، الأمين العام لنقابة مجلس الثانويات الجزائرية "الكلا"، أن قطاع التربية الوطنية يعد قطاعا حساسا، ليتساءل عن السبب الذي يقف وراء التوقيع على ميثاق أخلاقيات المهنة في هذا الظرف بالذات، أين أوضح أن هناك خلفيات سياسية واضحة، خاصة أنه طرح على النقابات في وقت تقوم الحكومة بتطبيق إجراءات التقشف، لأنها على دراية تامة بأن النقابات الوحيدة التي تتحرك هي نقابات التربية وبالتالي وجب إسكاتها عن طريق "وثيقة"، مضيفا: "الخطاب السياسي الموجه هو تجويع الجزائريين عن طريق التقشف بضرب القدرة الشرائية    ".

وأضاف إيدير عاشور أن "الكلا" لم تمض على الميثاق لأنه مرفوض، سواء من حيث الشكل، لأنه من غير المعقول أن نتحدث عن الأشخاص إن كانوا يتحلون بالأخلاق أم لا؟ فليس هذا هو المشكل في قطاع التربية وإنما المشكل يكمن في تفشي سياسة "اللاعقاب" بشكل رهيب، فالأستاذ لا يقوم بواجباته لكنه لا يعاقب من قبل مديره، ومدير التربية لا يؤدي مهامه لكنه لا يعاقب من قبل الوزارة. ومن حيث المضمون، فإن وثيقة أخلاقية لا يمكنها أن تعوض قوانين الدولة، بحيث أضاف قائلا: "إذا كان الدستور لا يحترم والمراسيم الرئاسية لا تحترم والقانون الداخلي لا يحترم.. فهل سيتم احترام ميثاق أخلاقيات المهنة".

وشدد الأمين العام بالنقابة على أن توقيع نقابات التربية على الميثاق لن يحل مشاكل المستخدمين الحقيقية، على اعتبار أن 60 بالمائة من الموظفين، سواء الذين شاركوا في الامتحانات المهنية للترقية أم الذين شاركوا في قوائم التأهيل، قد رسبوا لعدم وجود ترقية آلية، وبالتالي فحتى التعليمة 003 لن تحل مشاكل الموظفين بل صححت فقط بعض الأخطاء.

وعلى صعيد آخر، أكد محدثنا أن المدرسة العمومية قد فشلت ووصلت إلى طريق مسدود، خاصة في وقت أصبحت الثانويات بمثابة "محتشدات" 50 تلميذا بالقسم، وبالتالي يجب التحرك لحل مثل هذه المشاكل وليس الركض وراء التوقيع على "وثيقة".



شابخ فرحات، الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال التربية:

لسنا نقابة "للبطون".. والميثاق ليس "بقرآن" وسنعدله سنويا



قال شابخ فرحات، الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال التربية، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، إن توقيع نقابته على الميثاق لأجل إعطاء صورة أخرى للمربي، خاصة أن الحكومة وفي أوج الأزمة قد اتخذت إجراءات لصالح مستخدمي القطاع، كما أن الوزارة الوصية من جانبها لبت بعض المطالب وليس كلها، لأنها لو لبتها جميعها ستذهب النقابات إلى الزوال، فيما رفض أن تتهم النقابات بأنها تدافع عن "البطون" فقط، على اعتبار أن هدفها الرئيسي من التوقيع على الوثيقة هو نزع تلك الصورة المشوهة للأستاذ، بحيث أضاف: "إمضاؤنا على الميثاق لا يعنى أننا تنازلنا عن حقوقنا والدليل على كلامنا أنه لدينا مشاكل مع مدير التربية للجزائر شرق وسنتخذ الإجراءات اللازمة مستقبلا بشأن المشاكل المطروحة ولن نسكت عنها وسنظل ندافع عن الموظف".

وشدد محدثنا أنه قد تم الاتفاق مع الوزارة على ضرورة تجسيد بنود الميثاق في الميدان، لكي لا يبقى في الأدراج، مؤكدا أن الاتحادية الوطنية لعمال التربية لن تتنازل عن حقها الشرعي في الإضراب لتحقيق المطالب، في حالة فشل المفاوضات وسدت أبواب الحوار، فيما أوضح أن الكرة في الوقت الحالي في مرمى الوزارة الوصية وهي ملزمة بتطبيق المطالب وحل المشاكل مع التطرق إلى الملفات العالقة وشرح حقوق وواجبات الأستاذ الجديد.

وطرح شابخ فرحات مشكل ضعف أداء بعض الأساتذة الجدد، خريجي الجامعات، بحيث أوضح بشأنهم أن المسؤولية لا يتحملونها لوحدهم، وإنما تتحملها كل من وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، خاصة في ظل انعدام التنسيق فيما بينهما، مشددا على أن الميثاق ليس "بقرآن" ولا بد من مراجعته سنويا بإدخال تعديلات عليه تتلاءم والمستجدات الوطنية، في الوقت الذي أكد أنه قد حان الوقت لفرض الصرامة في احترام الأستاذ والمنظف وحتى البواب.



مسعود بوديبة، المكلف بالإعلام والاتصال بنقابة "الكناباست":

التوقيع على ميثاق "غير ملزم".. ضرب لقوانين الجمهورية

أكد، مسعود بوديبة، الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال في نقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية، "الكناباست"، في تدخله خلال منتدى "الشروق"، أن موقفهم واحد منذ شهر سبتمبر 2014، أي منذ تاريخ إعلان الوزارة الوصية عن شيء اسمه "ميثاق لأخلاقيات المهنة"، موضحا بأنه من المفروض أن الأشخاص الذين يلتزمون بالمواثيق ويطبقون على أرض الواقع هم الذين يقومون بإعدادها ووضعها، وبالتالي فالنقابات ليست مهمتها إعداد ميثاق تربوي، ولا الوزارة على حد سواء، قائلا "من يتهم الأشخاص بغياب أخلاقهم في قطاع التربية الوطنية، ليس أهلا لإعداد ميثاق لأخلاقيات المهنة، وعليه فنحن نضرب مفهوم الميثاق إذا كان مجرد فعل تطوعي مواده غير ملزمة".

وشدد، مسعود بوديبة، بأن ميثاق نظام تربوي، يعد عملا شكليا وفقط، لأنه أساء للمواثيق، على اعتبار أن قوانين الجمهورية واضحة في ضبط علاقات العمل وتسيير المؤسسات التربوية، خاصة وأن كل فرد من أفراد الجماعة التربوية يعرف حقوقه ويحترم واجباته، مؤكدا في ذات السياق بأنه عندما نأتي بقوانين ونضعها في ميثاق غير ملزم فهذا ضرب لقوانين الجمهورية في حد ذاته، لأنه يفترض التأسيس لميثاق ملزم وليس العكس.

وأضاف محدثنا، بأن الموظف بشكل عام يعيش وسط "تعديات" بالجملة، فالأستاذ معرض للتعدي على صلاحياته وسلطته البيداغوجية، وكذلك المدير، والإداري، في حين تم التعدي أيضا على مجالس الأقسام ومجالس التأديب، معلنا في ذات السياق بأن 6 نقابات للتربية قد وقعت على الميثاق في الـ16 أكتوبر الماضي، وهذا ما يؤكد وجود نية داخلية للمساس بالإضراب، الذي فصل فيه الدستور وبالتالي لا مجال لمناقشته. في الوقت الذي شدد بأنه كان من المفروض فتح النقاش حول ملفات لاتزال عالقة كانعدام الأمن بمحيط المؤسسات التربوية التي تبقى عرضة للآفات الاجتماعية الخطيرة، وكذا غياب سياسة تكوينية واضحة لموظفي القطاع، بحيث أضاف "لا يمكن معالجة المشاكل بميثاق غير ملزم".

و شدد، مسعود بوديبة، إنه إذا توجد فعلا "أزمة أخلاق"، فلا بد من وضع ميثاق قانوني ملزم، والجميع ملزم بتطبيقه، على اعتبار أن المجتمع الجزائري في ضميره يحترم الأستاذ بالمدرسة والإمام بالمسجد، وإذا أسقطنا هذه المبادئ فإننا نوجه تهمة صريحة للمدرسة العمومية بأنها تقوم بتصدير اللاأخلاق للمجتمع.

علي بن زينة، رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ:

لن نوقع على "وثيقة" لم نطلع عليها

أكد، علي بن زينة، رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، بأن هيئته بدأت تصلها بعض المعلومات عن ميثاق أخلاقيات المهنة نهاية شهر أفريل وبداية شهر ماي، وقد حصلت على نسخة منه وبصفة غير رسمية، فيما تأسف عن قيام الوزارة باستدعائهم عشية التوقيع على الميثاق دون استشارتهم ودون فتح النقاش معهم، فأضاف "نحن الحلقة المفقودة في قطاع التربية الوطنية". فيما اتهم النقابات التي وقعت على الميثاق بخرقها للدستور والتعدي عليه.

وأضاف، رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، بأن هيئته قد طالبت وفي عديد المناسبات بإنشاء مجلس أعلى للتربية، لكنه وللأسف لم ينصب لحد الساعة، مشددا في ذات السياق بأنه ليس من صلاحيات الوزارة إعداد ووضع ميثاق لأخلاقيات المهنة، لأن الوزراء يتعاقبون وكل وزير يأتي بسياسته، أين أكد بأنه ليس معقولا إدخال أولياء التلاميذ والتلاميذ ضمن الميثاق، لأنهم ليسوا بممتهنين.

كما استغرب محدثنا من بعض البنود الواردة في الميثاق، التي انتقدها بشدة، خاصة المتعلقة بأولياء التلاميذ، فأضاف "هل معقول بأن تقوم باستدعاء أولياء التلاميذ وتكلفهم بصيانة المؤسسات التربوية في بلد يتمتع بمجانية التعليم، وهل معقولا أن تستدعي الأولياء وتكلفهم أيضا بتوفير الأمن في الوسط المدرسي؟"، مشددا بأن المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ لم توقع على "ميثاق" لم تطلع على بنوده.



المكلفة بالإعلام بـالنقابة الوطنية لعمال التربية، نعيمة حموش:

غابت الأخلاق في المدرسة... لذلك وقّعنا الميثاق



اعتبرت المكلفة بالأعلام بالنقابة الوطنية لعمال التربية "الأسانتيو"، نعيمة حموش، أن تدهور حال المدرسة الجزائرية، مقارنة بسنوات السبعينيات، من غياب المبادئ الأخلاقية والاحترام، أين تدهورت العلاقة بين المعلم والتلميذ، وبين المدير والأستاذ... هو ما جعل "الأسانتيو" يوقع على ميثاق أخلاقيات المهنة، باعتباره الضمان للرّقيّ بالمدرسة، عن طريق تحديد واجبات كل الفاعلين في قطاع التربية.

وحمّلت ضيفة "الشروق" التطور التكنولوجي والعولمة، مسؤولية غياب الأخلاق من المجتمع والعالم ككل، لكن- حسب تعبيرها- الميثاق ليس دستورا ولا يُمكنه التدخل في سيادة النقابات، حيث قالت: "لجوؤنا إلى الإضراب وارد في أي لحظة، في حالة سُدّت في وجوهنا أبواب الحوار، ولن نسكت عن مشاكل القطاع، والدليل إضراب موظفي المصالح الاقتصادية التابع لنقابتنا في 7 ديسمبر المنصرم". وشدّدت حموش على أنه في حالة تنصّلت وزارة التربية الوطنية من التزاماتها المدونة في الميثاق، فيمكنهم التراجع في أي لحظة.

واستغربت النقابية، خلال ندوة "الشروق"، ربط بعض مُعارضي الميثاق، في إشارة إلى "الكلا"، بين توقيع الشركاء الاجتماعيين على الميثاق، وتمرير الدولة سياسة التقشف بهدوء وصمت، معتبرة أن الميثاق يتحدث عن حقوق وواجبات في قطاع التربية وأخلاقيات، وليس بيداغوجيات ومهنيات.

وبخصوص اتهام نقابة "الأسانتيو" من قبل "الكناباست" بأنه سبق لهم رفض التوقيع على مشروع الوثيقة الأولى للميثاق ليسارعوا إلى توقيعها لاحقا، ردّت حموش: "رفضنا الوثيقة الأولى لما تحويه من عبارات تتنافى مع الأخلاق، ثم وقعنا بعد تعديلها".

وختمت المتحدثة تدخلها بالدعوة إلى تكوين الأساتذة، وضبط طريقة التعامل بين الشركاء الاجتماعيين، بعد سلسلة إضرابات عرفها القطاع منذ 2008، معتبرة أن النقابي الذي يحترم نفسه لا يعرقل عمل الأستاذ.

العموري لغليظ، رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية "السناباب":

الميثاق عقدُ معنوي ولن يحدّ من نشاطنا النقابي

يرى رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية، التابعة للنقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية "سناباب"، بلعموري لغليظ، أن قطاع التربية يعتبر الرقم واحد للاستثمار في الموارد البشرية، موجها تحيه للشركاء الاجتماعيين الموقعين على ميثاق أخلاقيات المهنة، متسائلا في الوقت نفسه، عن سبب عدم تكتل جميع نقابات التربية حول هدف معين، مادامت مطالبهم متشابهة؟

وحسب بلعموري، الميثاق جاء في الوقت المناسب، حيث قال: "إذا كان هدفنا الدفاع عن الحقوق المادية فقد حققنا الكثير، فأين حقوقنا المعنوية من كل هذا؟... على المربي أن يسترجع قيمته الحقيقية، وهو ما وجدناه في الميثاق" قال بلعموري. والهدف المشترك بين النقابة والوزارة الوصية، هو مصلحة التلميذ واستقراره النفسي، وهو ماوجدَته "سناباب" في ميثاق الأخلاق، الذي وُجد لمعالجة الاختلالات داخل المؤسسات التربوية، التي تؤثر على مهنة موظف التربية- حسب تأكيد ضيف "الشروق"- الذي أضاف: أن "الميثاق لا علاقة له بالحدّ من النشاط النقابي، لأنه يعتبر عقدا معنويا وليس بقانون إلزامي"، داعيا وزارة التربية إلى تنظيم حملات تحسيسية للتعريف بميثاق الأخلاقيات بين القواعد.



المنسق الوطني لأساتذة التعليم الابتدائي محمد حميدات:

الميثاق جاء "لأخلقة " قطاع عاث فيه بعض مديري التربية فسادا!



اعتبر المنسق الوطني للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي "سناباب" محمد حميدات، أن ميثاق أخلاقيات المهنة مُستمد من الدستور وقوانين العمل، وما يُكال لنقابات التربية من تهم أمام المجتمع، مثل الدخول في إضرابات لغرض رفع الأجور فقط، جعل منسق "سناباب" يُصرح "لم يتفهمونا؟؟"، وبرّر موضوع توقيعهم على الميثاق، أنه ليس قرانا أو دستورا، "بل هو مجرد إثراء لقوانين، تحدد مهام كل عضو.. على كل مُنتم لقطاع التربية أن يقرأ الميثاق حتى نتمكن من التواصل معه".

ورافع حميدات عن الميثاق، بوصفه جاء "لأخلقة" القطاع، الذي يضمّ أكبر شريحة من المُوظفين والذي تستمد منه الأخلاق، وحسب قوله خلال ندوة الشروق " لأخلاق غابت من قطاع التربية، لدرجة صار الأستاذ يُضرب من التلميذ وحارس المدرسة..."، وصب المنسق الوطني لـ" سناباب" جم غضبه على تصرفات كثير من مديري التربية عبر الولايات، واصفا إياهم بـ"غير المخلصين"، ويتحملون مسؤولية ما وصلت إليه المدرسة من تدهور، خاصة بالمناطق النائية التي يعاني فيها التلميذ والمعلم، "كثيرون لا يعرفون حتى عدد المؤسسات التربوية بولايتهم... يتعاقبون على المنصب لملء الشكارة ثم يغادرون من دون عقاب، ليتحمّل الأستاذ نتائج إهمالهم"، وهذه التصرفات غير الأخلاقية "لأجلها وُجد ميثاق الأخلاقيات، ليضع كل واحد في مكانه"، داعيا الوصاية، بجلب مديرين ومعلمين لهم أخلاق.

وبخصوص اتهام المؤيدين للوثيقة بإفراغهم العمل النقابي من مهمته الأصلية، ردّ محدثنا "كل نقابة لديها مناضلون وقانون أساسي وأخلاقيات... من لم يوقع هو حرّ، والإضراب حق دستوري لم تتصدق به علينا الوزراة ". واستنكر ضيف "الشروق" إطلاق وصْف "الدخول لبيت الطاعة" على النقابات الموقعة على الميثاق.

عضو المجلس الوطني لثانويات الجزائر، كمال بن دايخة:

رفضنا التوقيع بعد تحول ثانوياتنا لمُحتشدات تعمّها الفوضى



برّر عضو المجلس الوطني للثانويات الجزائرية "الكلا"، بن دايخة كمال، معارضتهم التوقيع على ميثاق أخلاقيات المهنة، بأن المدرسة الجزائرية وصلت طريقا مسدودا وفشلت، حيث قال "استبشرنا خيرا، بعد تصريحات الوزير الأول عبد المالك سلال، أثناء ندوة تقييم الإصلاح في المنظومة التربوية، من إدراج بكالوريا مهنية، وإعادة هيكلة التعليم الثانوي، لنتفاجأ بعدها باقتراح إدراج العامية في الطور الابتدائي..."، وحسبه الدور الأساسي للمدرسة، هو إدماج المتمدرس اجتماعيا بعد تعليمه، إدماجا أكاديميا وتقنيا ومهنيا، لكن ما نراه اليوم حسب تعبير بن دايخة "أن الثانويات تحولت لمحتشدات، وتعيش حالة فوضى"، وهو الأمر الذي جعلهم يرفضون التوقيع على وثيقة أخلاقيات المهنة.



أصداء

عرفت ندوة الشروق شد وجذب بين المؤيدين والمعارضين على  ميثاق أخلاقيات المهنة ما خلق  نقاشا حادا بين مختلف أطياف الأسرة التربوية.

رد مسعود عمراوي على من قال بأن "قطاع التربية" ما يوكلش الخبز" بأن بيان الثورة التحريرية كذلك "ما وكلش الخبز" لكنه حقق الاستقلال.

علق مسعود بوديبة على نعيمة حموش بقوله "التمني في غالب الأحيان لا يتحقق" بعدما تمنت أن تقوم وزارة التربية بتجسيد كل البنود الموجودة .

انتقد زروق عز الدين أحد الضيوف الذي تلفظ بكلمة تواطؤ، مشيرا إلى أنها لا تخدم شريحة مثقفة تحضر اجتماع حول ميثاق أخلاقيات المهنة.

قال بن زينة في رده على الوزارة التي اتهمتهم بأنهم  يلدون ويرمون إلى الشارع "سنتوقف عن الولادة وعليك حينها بغلق أبوابها"

رد حميدات محمد على الحضور الذين رفضوا التوقيع على الميثاق بأنه سيواصل سعيه لتجسيد هذا الأخير حتى ولو كلفه الأمر أن يدفع من جيبه .

تطرق بن زينة لبعض الحالات التي تؤكد وجود ممارسات لا أخلاقية في قطاع التربية منها أستاذ يملك محل تجاري كان يجبر تلاميذه على الشراء من محله وإلا يخصم من نقاطهم.

عز الدين زروق عضو اتحاد أولياء التلاميذ:

الميثاق فرصة لتحقيق رسالية المدرسة

دافع عز الدين زروق عضو قيادي في اتحاد أولياء التلاميذ عن ميثاق أخلاقيات قطاع التربية الوطنية، وقال إنه فرصة لإعادة رسالية المدرسة الجزائرية، داعيا أطراف المدرسة التربوية إلى التعاون للنهوض بقطاع التربية والتخلي عن لغة الاتهامات والتهديد والتصعيد، وقال إن هيئته وقعت على الميثاق من منطلق حرص أولياء التلاميذ على تحقيق الاستقرار في المدرسة خدمة لأبنائنا، وقال إن الاحترام واجب على كل الأطراف، رافضا وصف اتهام الموقعين على الميثاق بالتواطؤ.

وقال عز الدين زروق إن الميثاق موجود في الكثير من القطاعات على غرار قطاع الصحة، مؤكدا أن وزارة التربية تنازلت على الكثير من الأمور في النسخة الثانية والنهائية من الميثاق والتي وقعت عليها جميع الأطراف، ولاحظ المتحدث أن هناك خللا في الحقوق والواجبات بين الأساتذة والإداريين، داعيا إلى ضرورة التوازن وإنصاف الجميع.

ورد ممثل اتحاد أولياء التلاميذ على الذين يقولون أن ميثاق أخلاقيات قطاع التربية الوطنية غير دستوري، مؤكدا أن الأسرة لها حق وضع ميثاق لأفرادها فكيف نمنع ذلك لأبناء الأسرة التربوية الكبيرة.