نقابات التربية تطالب الوزارة بحذف المصطلحات غير اللائقة
الأستاذ "مساوم" و"متسلط" في ميثاق أخلاقيات المهنة!
تحفظت نقابات التربية المستقلة على مشروع "ميثاق أخلاقيات المهنة"، الذي سيعرض للمصادقة في 15 نوفبمر الجاري، بسبب التفريق بين الأشخاص والمجموعات من خلال الواجبات والحقوق. كما اعترضت على "المصطلحات" المستخدمة التي أهانت المربي وشوهت سمعته أين وصفته "بالمساوم" الذي يمارس "تسلطا مفرطا"، مؤكدة أن محتواه لا يليق بميثاق خاص بقطاع التربية.
تكتل مجموعة 19 لا يخرج عن إطار...
prevnext
أكد الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية، قويدر يحياوي، لـ"الشروق"، أنه بمجرد استلامهم نسخة عن مشروع ميثاق أخلاقيات المهنة، حول مباشرة على الأمانات الولائية أين تم تنصيب "خلايا" لمناقشته، مع تقديم المقترحات لعرضها على الأمانة الوطنية لصياغة الاقتراحات النهائية، مشيرا إلى أن "الأسنتيو"، عقب قراءتها الأولية للميثاق، أبدت تحفظها على بعض بنوده، لأن ظاهره "رحمة" و"باطنه" عذاب، على اعتبار أنه لا يعترف بالنقابات كشريك اجتماعي، مثلما يضمنه الدستور، حيث تم تدوين ملاحظة تؤكد أن الميثاق يفرق ويميز بين الأشخاص والمجموعات التي تتشكل منها الجماعة التربوية، من خلال الواجبات والحقوق. وقد ظهر ذلك في "الديباجة"، بحيث تم اعتبار التلميذ هو الركيزة الأساسية للعملية التربوية. وقد استندت في ذلك إلى القانون التوجيهي للتربية في مادته السابعة، في حين تجاهلت المادة 8 منه التي تعتبر أن التربية الوطنية هي "استثمار إنتاجي".
واعترضت النقابة على المصطلحات التي استخدمتها الوزارة في صياغة الميثاق، التي حددت واجبات الشركاء الاجتماعيين، أين طالبت بضرورة مراجعتها وحذفها وتعويضها بمصطلحات تؤدي الغرض ولا تشوه سمعة المربي، بحيث ذكرت الوزارة في ميثاقها أنه يتعين على النقابات الامتناع عن ممارسة أي "تسلط مفرط" وكل شكل من أشكال التخويف والضرب على أعضاء الجماعة التربوية وهو ما من شأنه أن يحد من استقلاليته، مؤكدة أن ممارسة الأستاذ لحقه النقابي، وهو الإضراب، ليس "تسلطا" ولا "تخويفا" ولا "ترهيبا"، بل هو حق مكفول دستوريا، للدفاع عن حقوق الموظفين.
وأما في الشق الخاص "بالمبادئ العامة" في خانة الأمانة والنزاهة، فاعتبرت الوزارة أن ممارسة مهنة التعليم لا تقتصر على إيصال المعارف التعليمية فحسب، بل تتضمن أيضا بعدا أخلاقيا يفترض على المعلم أن يكون قدوة في محل الإنصاف ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون الخدمة التي يقدمها الراشد للتلميذ محل "مساومة"، وعليه فقد اعترضت "الأسنتيو" على مصطلح "مساومة" لأنه ليس من أخلاق المربي مساومة تلميذه على اعتبار أن المربي في المنظومة التربوية يعد القدوة الحسنة للتلميذ وموجهه، وبالتالي لا يمكن مساومته بالكذب والبهتان ووصفه بالمساوم. وأكد الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بنقابة "الكناباست"، مسعود بوديبة، أن مشروع الميثاق لم يعرض للنقاش كون المجلس الوطني لم يبد الموافقة عليه.