من يخرج الدجاجة من عنق الزجاجةكان الأستاذ ابراهيم جوهر منهمكا بدرس اللغة العربية
وأثناء إلقاء الدرس قاطعه أحد الطلاب قائلاً :
يا أستاذ اللغة العربية صعبة جداً ...
وما كاد هذا الطالب أن يتم حديثه حتى تكلم كل الطلاب بنفس الكلام
وأصبحوا كأنهم حزب معارضة ...
فهذا يتكلم هناك وهذا يصرخ وهذا يحاول اضاعة الوقت وهكذا ...
سكت الأستاذ ابراهيم جوهر قليلاً ثم قال :
حسناً لا درس اليوم ... وسأستبدل الدرس بلعبة ...
فرح الطلبة ...
رسم الأستاذ ابراهيم جوهر على اللوح
زجاجة ذات عنق ضيق ... ورسم بداخلها دجاجة ... ثم قال :
من يستطيع أن يخرج هذه الدجاجة من الزجاجة؟؟!!!
بشرط أن لا يكسر الزجاجة ولا يقتل الدجاجة !!!!!!
فبدأت محاولات الطلبة التي بائت بالفشل جميعها ...
فصرخ أحد الطلبة من آخر الفصل يائساً :
يا أستاذ لا تخرج هذه الدجاجة إلا بكسر الزجاجة أو قتل الدجاجة ...
فقال الأستاذ ابراهيم جوهر: لا تستطيع خرق الشروط ...
فقال الطالب متهكماً :
إذاً يا أستاذ قل لمن وضعها بداخل تلك الزجاجة أن يخرجها كما أدخلها ...
ضحك الطلبة ... ولكن لم تدم ضحكتهم طويلاً ...
فقد قطعها صوت الأستاذ ابراهيم جوهر وهو يقول:
صحيح ... صحيح ... هذه هي الإجابة ...
من وضع الدجاجة في الزجاجة هو وحده من يستطيع إخراجها ...
كذلك أنتم ...
وضعتم مفهوماً في عقولكم أن اللغة العربية صعبة ...
فمهما شرحت لكم وحاولت تبسيطها فلن أفلح ...
إلا إذا أخرجتم هذا المفهوم بأنفسكم دون مساعدة ...
كما وضعتموه بأنفسكم دون مساعدة ...
هؤلاء الطلاب وضعوا دجاجة واحدة في الزجاجة ... فكم دجاجة وضعنا نحن؟؟
لا شيء في هذه الدنيا صعب ... إذا توكلنا على الله أولاً ...
وبنينا مفهوماً في عقولنا أنه لاصعب إلا ما جعلناه صعباً بإرادتنا ...
وبإرادتنا أيضاً أن نجعله سهلاً ... فننجزه دونما أي عوائق أو مشاكل ...
لذلك ...
كلنا نستطيع أن نخرج الدجاجة من الزجاجة ...
بعد التوكل على الله أولاً وأخيراً ...
فالانطلاقة والتقدم والصبر ... خير من الاحجام والنكوص والتقهقر ...