أزمة تموين بغاز البوتان والمواد الغذائية
جرحى ومنكوبون.. والثلوج تعطل الدراسة والعمل بعدة ولايات
تسببت التقلبات الجوية الأخيرة المصحوبة بموجة الثلوج، بعدة مناطق من البلاد، في عزل بلديات وتجمعات سكانية بأكملها وشل حركة المرور على مستوى عدة طرق وطنية وولائية، فيما تعذر على التلاميذ والموظفين الالتحاق بالمدارس وأماكن العمل، في حين سجلت مصالح الحماية المدنية عشرات الجرحى، وموازاة مع ذلك طفت إلى السطح أزمة التزود بقارورة غاز البوتان والمضاربة بالأسعار.
عزلت الثلوج المتساقطة، خلال اليومين الماضيين، عدة مناطق من البلاد في مقدمتها ولاية البويرة، حيث تسببت في قطع أزيد من عشرة طرق بين وطنية وولائية، في وقت سارعت مصالح الدرك الوطني إلى تجنيد أكثر من 300 دركي لكسح الثلوج وإعادة فتح الطرقات لفك العزلة عن القرى والمداشر المتواجدة بتلك المناطق .
لا دراسة ولا عمل بسبب ارتفاع سمك الثلوج
كما عرفت أغلبية المؤسسات الإدارية بعاصمة الولاية هجرة شبه كلية للموظفين، مع تسجيل صعوبة في تزود المواطنين بمختلف المواد الغذائية بسبب عدم فتح أغلب المحلات في وقت ارتفع سعر قارورة غاز البوتان إلى 500 دينار .
وبتيزي وزو، لا تزال الثلوج تتساقط على أغلبية المناطق، ما جعل المسالك المتواجدة على ارتفاع أزيد من ألف متر مشلولة بشكل كامل، في مقدمتها فج ثيروردة الرابط بين ولايتي تيزي وزو والبويرة الذي عرف انهيارا صخريا لم يتم اصلاحه بعد بسبب الظروف المناخية المتقلبة، إضافة إلى فج شلاطة باتجاه بجاية.
ولم يختلف المشهد كثيرا بولاية بجاية، بسبب الطرقات والمسالك المشلولة والعزلة التي مست عدة قرى ومداشر، فيما لا يزال سكان القرى الجبلية البعيدة يعانون مع قوارير غاز البوتان في ظل عدم وصول شاحنات توزيع هذه المادة الضرورية إلى قراهم المنعزلة الأمر الذي حتم عليهم العودة إلى الاحتطاب كآخر حل أمامهم لضمان الدفء داخل منازلهم .
غاز البوتان بـ 500 دينار
شهدت معظم بلديات ولاية سطيف، وخاصة على مستوى الجهة الشمالية للولاية، تساقط كمية معتبرة من الثلوج فاق سمكها 15 سم، وهي الكمية التي عرقلت حركة المرور، حيث أكد المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية بسطيف، النقيب طارق لعمامرة، أنه تم تجنيد كافة الإمكانيات تحسبا لمواجهة أي طارئ وإعداد خطة انتشار من خلال إنشاء تسعة مراكز متقدمة بواسطة شاحنات وسيارات النجدة عبر المحاور الهامة لطرق الولاية لاسيما بالجهة الشمالية منها .
وعلى مستوى ولاية المسيلة، سجلت مصالح الأمن صعوبة بالغة لدى مستعملي الطرقات شبكة طرقات الولاية بسبب الشلل الذي مس عدة محاور، ما أدى إلى عزل عدة قرى وتجمعات ريفية، حيث أدت التقلبات الجوية إلى غلق 8 طرقات وطنية، أبرزها الطريق الوطني رقم 60 الرابط بين المسيلة وبرج بوعريريج، إضافة إلى الطريق الولائي رقم 12 في مرتفعات الدريعات، حيث وصل سمك الثلوج حوالي 40 سم في بعض الجهات، كما تم غلق الطريق الوطني رقم 45 المؤدي نحو برج بوعريريج.
جرحى وعالقون.. مصالح الأمن تجلي عشرات المركبات
وغطت الثلوج المتساقطة غالبية البلديات المجاورة لبلدية البيض، فيما تدخلت مصالح الدرك والحماية لإجلاء 10 مركبات علقت بنقاط مختلفة من الطرقات الوطنية من بينها 6 سيارات سياحية و 4 شاحنات، إلى جانب تسجيل 8 حوادث سير خلفت 3 جرحى، مع ظهور ندرة حادة في قارورات غاز البوتان نتيجة انقطاع الطرقات وصعوبات التنقل، كما تم تسجيل غيابات بالجملة في صفوف الأساتذة والتلاميذ بمختلف المؤسسات التربوية .
أما بشمال ولاية الأغواط، فتسبب الثلوج في قطع الطرق الوطنية التالية رقم 23 الرابط بين افلو والاغواط، ورقم 47 الرابط بين افلو والبيض، كما تم تسجيل انحراف حافلة قادمة من بشار بمنطقة بريدة خلف أربعة جرحى حالتهم متفاوتة الخطورة وتم نقل البقية من المسافرين الي افلو .
فيضانات.. وأزمة تزود بالمواد الغذائية
شهدت مختلف الولايات الغربية للوطن، تساقط التقلّبات الجويّة الأخيرة في ارتفاع قياسي لأسعار قارورات غاز البوتان والخضر والفواكه خصوصا بالمناطق المعزولة، حيث عرفت عدة مناطق بولاية وهران أمطارا غزيرة تسبّبت في غلق بعض الطرقات الرئيسية وتعثّر حركة المرور على مستوى النقاط السوداء .
وفي ولاية مستغانم، ارتفع منسوب المياه بالوديان على مستوى مختلف القرى والدواوير، ممّا تسبّب في قطع الطريق وتعثّر سير المركبات منها حافلة لنقل المسافرين علقت وسط الأوحال، أين تمّ سحبها بواسطة معدّات مخصصة لذلك، كما ارتفعت أسعار قارورات غاز البوتان إلى أكثر من 300 دج على مستوى القرى المعزولة والدواوير .
أما ولايتي تلمسان وسيدي بلعباس، تسبّبت في قطع الطرقات وعزل عدّة مناطق جرّاء ارتفاع منسوب المياه وتجمّع الأوحال وتخريب المسالك وهو ما تسبّب في صعوبة تموين محطّات نفطال بقارورات غاز