تشبيه المعلمين بالحيوانات في ملتقى "تربوي" بسيدي بلعباس

توزيع صور على المشاركين تصنف المربين إلى حمير وثعالب وقنافذ
تشبيه المعلمين بالحيوانات في ملتقى "تربوي" بسيدي بلعباس

تحول ملتقى تكويني خاص بمديري المدارس الابتدائية بولاية سيدي بلعباس، إلى فضيحة قد تكون عواقبها وخيمة، بعدما حمل موضوع "الحوكمة" الذي يفسر طريقة تحكم مدير المدرسة في إدارة الاجتماعات التي تعقد مع المعلمين، صورة عدد من الحيوانات التي استعملت لتوضيح طريقة تفكير كل معلم.
أعرب العديد من مديري المدارس الابتدائية، عن استيائهم من الطريقة التي انتهجها المؤطرون خلال اللقاء التكويني، الذي نظم الأسبوع الفارط، لشرح موضوع الحوكمة الذي يفسر طريقة التعامل مع المعلمين خلال عقد الاجتماعات، عند تسليمهم نصوصا حملت صور عدد من الحيوانات، التي شبهتها بالمعلمين لإبراز طريقة تفكيرهم. ووصفت الصورة الحمار بالحكيم في قراءة مبهمة، والثعلب بالمحتال، والقنفذ بالمتحفظ على كل شيء، وكان الأمر وراء رفع بعض المديرين الذين بلغ عددهم 280 مدير، احتجاجاتهم إلى المؤطرين الإداريين حول طريقة إعداد مثل هذه المواضيع، واستعمال صور الحيوانات لتوضيح طريقة تفكير المعلم، لا سيما بثانوية النقيب عبد الهادي بتلاغ، وثانويتي النجاح وزدور إبراهيم بعاصمة الولاية التي احتضنت أشغال الملتقى التكويني .

كما تبع الفضيحة إصدار الفرع النقابي للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، لبيان يندد فيه بما وصفه "بالمثال الذي يندى له الجبين، ولا يمت بصلة للتربية، بعدما لجأ المؤطر المعد للموضوع خلال شرحه لكيفية تسيير الاجتماعات، إلى وصف الجماعات التربوية بالحيوانات". واستنكر الفرع ما ورد في الموضوع الذي يؤكد أن برمجة المواضيع المخصصة للتكوين، "لا تخضع لأي دراسة مسبقة".

يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه عديد المعلمين العاملين بمختلف المدارس الابتدائية بالولاية، في اتصالاتهم بـ "الشروق"، أن الأمر أخطر من أن يحصر في التنديد والاستنكار، بحكم أن الفضيحة مست بشخصية وكرامة مربي الأجيال. وطالب الكثير منهم بضرورة فتح تحقيقات معمقة لتحديد المسؤوليات، وإسقاط أقصى العقوبات في حق من تجرأ على فعل ذلك، في حين وجدت بعض الأطراف الفاعلة بقطاع التربية، أن ما حدث تزامنا والمصادقة على ميثاق أخلاقيات المهنة، قد تكون له عواقب وخيمة في المستقبل القريب، وقد يتسبب في ضرب استقرار القطاع مجددا، علما أن الملتقى التكويني أشرف على تأطيره مفتشو الإدارة للتعليم الابتدائي، وهي الرتبة التي استحدثت مؤخرا، وهو أول ملتقى يشرف على أشغاله هؤلاء، بعدما كانت مهام التأطير تسند إلى المفتشين البيداغوجيين.