مدير التكوين بوزارة التربية لـ"الشروق":
التقشّف لن يُفرمل تكوين 100 ألف أستاذ
كشف مدير التكوين بوزارة التربية الوطنية، أحسن لبصير، أن عمليات التكوين التي ستمس 100 ألف أستاذ في الطورين الابتدائي والمتوسط، حول كيفية تطبيق مناهج "الجيل الثاني" لن تجمد ولن تتأثر بإجراءات التقشف المعتمدة من قبل الحكومة، معلنا عن إدراج تعديلات جوهرية في البرامج، أين سيتم التركيز على "القيم" و"تقويم الكفاءات" قصد مساعدة التلاميذ على تصحيح أخطائهم بأنفسهم.
وأكد المسؤول الأول عن مديرية التكوين بالوزارة، في تصريح لـ"الشروق"، أن الدورة الأولى لتكوين المكونين من مفتشي الابتدائي والمتوسط لولايات الوسط، قد تم اختتامها، أين تم تكليفهم بالشروع في تكوين الأساتذة في الميدان، على أن تنطلق اليوم بدار المربي بولاية باتنة الدورة الثانية لتكوين المكونين لولايات الشرق البالغ عددها 14 ولاية، والتي تدوم 3 أيام.
فيما أوضح بأن هؤلاء المفتشين سيخضعون لبرنامج تكويني، في طريقة التدريس، أساليب تحضير وبناء الدرس وتنفيذه، خاصة وأنه قد تم إدراج مقاطع تعلمية وتعليمية طبقا للنظرة الجديدة للتدريس المبنية على التفكير، التحليل والتركيب، خلافا للنظرة السابقة التي طالما اعتمدت على الحفظ والاسترجاع، اللذان لا يساعدان المتعلم على توظيف هذه التعلمات في مواقفه الحياتية.
كما سيتكونون في المضامين الجديدة للكتاب المدرسي، وفي التعديلات الجديدة، خاصة بعد ما تم إدراج محاور عديدة كالقيم، التركيز على التقويم التشخيصي والتكويني في كل مرحلة من مراحل الدرس، من خلال مرافقة التلميذ والتأكد أثناء حصة الدرس بأنه قد استوعب المفاهيم وفهمها قصد مساعدته على تصحيح واستدراك الأخطاء بنفسه، إضافة إلى العمل "بالتقويم بالمؤشرات" من خلال التحقق من أن المتعلم قد حقق هدفه أم لا، وهل فعلا قد بلغ مرحلة التمييز بين الخطأ والصواب، مع الإستناد على "تقويم الكفاءات" التي تظهر خلال الممارسة، بالابتعاد نوعا ما عن التقييم بالعلامات.
وأضاف، مدير التكوين بالوزارة، بأن هؤلاء المفتشين سيشرعون بدورهم في تكوين الأساتذة في الميدان، والتي ستمس بالدرجة الأولى أساتذة السنة أولى والثانية ابتدائي والسنة أولى متوسط، البالغ عددهم 100 ألف أستاذ على المستوى الوطني، مشددا بأن العملية التكوينية لا بد أن تنتهي قبل شهر سبتمبر المقبل، كما أنها لن تتأثر بإجراءات التقشف ولن يتم تجميدها نظرا لوجود بدائل عديدة وآليات كثيرة كالتكوين عن بعد، تضمن الوزارة من خلالها مواكبة التغييرات التي تطرأ على البرامج التعليمية بصفة مستمرة.