العنف اللفظي وأثره على المتعلمإن العنف اللفظي،هو عبارة عن كلمات قاسية وموجعة، قد تتضمن الشتم والسخرية والإهانة والهدم للانتماءات الشخصية و أو الإفراط في الانتقاد أو الإذلال أو النبذ الدائم.، يوجهها بعض الذين أوكل إليهم تربية الأطفال، وهم في حالة من الغضب والعصبية ، ومن الصعب ملاحظته في غمرة الحياة المدرسية ومشاغلها ، فضلاً عن تحديد آثاره التي قد تترسب عميقاً في نفسية المتعلم. فلا يكفي أن يكون الضرب ممنوعاً ، لأن هناك ما هو أكثر إيذاء وتدميراً منه ، فوصف تلميذ بالغباء أو البلادة أو نعته بنعوت تثير السخرية عليه من قبل زملائه ، أو تشبيهه بإحدى الحيوانات، إهانة قاسية لذاته وكرامته، فقد ينسى آلام الضرب بعد دقائق ، لكن من الصعب عليه نسيان الإهانة اللفظية التي قد تترك في نفسه آثارا لا تنمحي، كالنأي بالنفس عن المسيء أو مقاومته بالتطاول عليه. كما تؤدي إلى تعطيل التطور السليم للعلاقات و اختلالات في نمو شخصية الطفل وسلوكه اليومي , تؤدي بالضرورة إلى سلوكيات انعزالية سلبية أو عدائية .
و الملاحظ في كثير من الأحيان أن الأساتذة الذين يستخدمون العقاب اللفظي مثل الشتائم والسباب وغيره أثناء قيامهم بواجباتهم التدريسية التربوية كانوا قد تعرضوا من قبل في طفولتهم إلى هذا النوع من العقاب. فالمدرس في داخل الصف يتعامل مع الطفل الحاضر امامه مستحضرا دون وعي تجربة الطفل القابع في لاوعيه،مما يجعله في غالب الاحيان يعيد إنتاج نفس نمط التربية الذي تلقاه،كما يلجأ الكثير من المدرسين الجدد الى تقليد زملائهم ذوي الخبرة عن وعي أو بدونه.و هم باستخدامهم العنف اللفظي اتجاه متعلميهم يعتبرون من النوع العصبي الذي لايستطيع السيطرة على انفعالاته العصبية، والذي يفتقر إلى الأساليب التربوية الصحيحة التي يمكن أن تستخدم داخل الصف أو المدرسة في حالة حدوث تصرف خاطئ من قبل المتعلم ، إلى الجانب ذلك هنالك بعض الحالات التي سببها شعور الأستاذ بمشكلة معينة أو ضغط نفسي أو عصبي يجعله يستخدم هذا الأسلوب كتنفيس عن مشكلته الشخصية في وجه التلاميذ.
كما أن قدوم بعض المتعلمين من خلفية أسرية تتعامل معهم بأسلوب التعنيف ، وهو ما يؤدي إلى وجود طاقة عدوانية لديهم يحاولون تصريفها اتجاه زملائهم،وهذا ما يجعل بعض المربين يظنون أن لا وسيلة للتعامل مع هذه النوعية من التلاميذ سوى بالعنف اللفظي والتهديد،في حين المسألة تتطلب نوعاً من الروية والخبرة في التعامل من خلال فتح باب الحوار المتزن والهادئ ، وتحديد السلوك الخاطئ الذي يلزم تعديله ، وبالتالي طرق التعامل المناسبة لتصحيحه.
من أساليب معالجة العنف اللفظي :ـ
ـ التوعية المستمرة للإدارة التربوية والأساتذة بأساليب التعامل مع المتعلمين وفق المرحلة العمرية التي يمرون بها .
ـ أهمية تكوين علاقات ودية بين المدرس و المتعلم قائمة على التقدير والاحترام المتبادل.
ـ تنويع الأنشطة التربويه في المدرسة التي يستطيع المتعلم تفريغ انفعالاته ومشاعره غير السوية و نخص بالذكر المسرح المدرسي.
ـ تنويع طرق وأساليب تدريس المنهاج المدرسي ، وإيجاد بيئة مدرسية مناسبة تساعد على التعلم و التعليم
ـ إرساء ثقافة الحوار بين الأساتذة و المتعلمين.
ـ توثيق العلاقة بين البيت والمدرسة من خلال إيجاد شراكة حقيقية بين المدرسين و المتعلمين الذين يرتكبون السلوكيات الخاطئة بهدف تعديلها.
ـ تحويل التلاميذ الذين يرتكبون السلوكات الخاطئة إلى المختصين بالمدرسة{الأخصـــــائي الاجتماعي } لدراستها وإيجاد الحلول المناسبة لها وطرق علاجها.
و لنسج علاقات متوازنة بينك أخي المدرس،أختي المدرِّسة و بين متعلميكم ، عليكم أن لا تخافوا أبدا من الاعتذار لمتعلميكم ، وإذا فقدتم السيطرة وتفوهتم بكلمات قاسية ، اعتذروا، لا تصرخوا فيهم . فتلامذتكم يستحقون الاحترام ،وتذكروا أن ما يقال عن أن فاقد الشىء لا يعطيه، فاذا أردتم ان يحترمــكم تلامذتكم فعليكم أن تحترموهم و أن تركزوا علي السلوك الذي يحتاج إلى تصحيح وليس على المتعلمين و الذين إن قاموا بأي شيء خاطئ، تحدثوا معهم وبينوا لهم أن ما فعلوه خطأ، لا تصرخوا في وجوههم أو تعاقبوهم ، ، ابتعدوا عنهم حتى تتمكنوا من السيطرة على غضبكم، تذكروا دائما أن تنظروا إلى الجانب الإيجـــابي من الأشياء و إذا قام تلامذتكم بعمل إيجابي تذكروا الثناء عليهم.
جميع الأطفال في حاجة إلى الشعور بالحب والقبول، وبحاجة أيضا إلى الرعاية والعناية، والاستقرار. وكمربين من واجبنا تقديم ذلك لهم، والرأفة مهمة جدا. وليس مهما أن يحقق تلامذتك ما تريده، ولكن المهم هو أن كل ما يقومون به ويفعلونه يكون بقناعتهم ورضاهم ويحقق لهم السعادة.
منقول