تقليص الإطعام في المدارس من خمسة إلى أربعة أيام في الأسبوع
الوزارة تتقشف في الوجبة الغذائية ولا مطاعم أيام الثلاثاءقررت وزارة التربية، غلق المطاعم المدرسية يوم الثلاثاء وتقليص عدد الوجبات إلى أربع وجبات بدل خمس، في أول خطوة “تقشفية” تخص القطاع، دون مراعاة تلاميذ نظام الدوامين أو المناطق النائية، حيث لم توجّه أوامر للتكفل بإطعامهم، رغم أنهم يضطرون إلى البقاء طيلة اليوم داخل المدرسة أو الخروج منصف النهار وانتظار حافلات النقل المدرسي إلى غاية الرابعة مساء.
وجّهت وزارة التربية تعليمة إلى مسيري المطاعم المدرسية في الولايات ومستشاري التغذية المدرسية للمقاطعات تحمل رقم 116/2015 تخص فتح وتسيير المطاعم المدرسية للثلاثي الرابع 2015، حددت فيها تاريخ 06 سبتمبر المقبل، انطلاق الإطعام المدرسي في جميع الولايات، وأبقت بالمقابل على السعر اليومي للوجبة والمقدّر بـ55 دينارا مثلما كان معمول به طيلة السنوات الماضية. غير أن تعليمة الوزارة، تضمنت أمرا بتقليص عدد أيام تسيير هذه المطاعم إلى 54 يوما بدل 57 يوما التي اعتمدتها في نفس الفترة من العام الماضي، مما يفسر قرار غلقها يوم الثلاثاء بمعدل أربع وجبات فقط في الأسبوع بدل خمس وجبات، غير أن مصالح بن غبريت تجاهلت تلاميذ المدارس التربوية التي تعمل بنظام الدوامين، وكيفية تعامل مسيري المطاعم على مستواها مع وضعيتهم، واكتفت المراسلة التي تحوز “الخبر” على نسخة منها، بالتاكيد على أن “المؤسسات التي تعمل مساء يوم الثلاثاء يتم التكفل بإطعام التلاميذ المعنيين بالتنسيبق مع مفتش التغذية المدرسية..”، وهي عبارة لم تحمل صفة الإلزامية، مما يطرح أكثر من سؤال عن الجهة المخوّلة بمتابعة حالة المدارس المعنية بهذا النظام.
ليس هذا فقط، حسب مصدر من الوزارة، فإن مصالح نورية بن غبريت، ضربت عرض الحائط مصير تلاميذ المناطق النائية والصحراوية، الذين يضطرون انتظار حافلات نقل لا تقلّهم يوم الثلاثاء، قبل الرابعة مساء، وتساءلت المصادر التي تحدثت لـ«الخبر” عن وضعية هؤلاء، وحمّلت مسؤولي الوصاية مسؤولية أي ضرر قد يلحق بهم، كونهم سيواجهون الجوع طيلة يوم كامل، ما دامت المدارس التي يرتادونها تبعد بعشرات الكيلومترات عن مقر سكناهم.
من جهتها، حذّرت جمعية أولياء التلاميذ من أي تلاعب بسلامة وصحة التلاميذ، وشددت على ضرورة متابعة تطبيق تعليمة الوزير الأول عبد المالك سلال، القاضية بتمكين الخواص الذين يملكون حافلات من التعاقد مع البلديات وحتى جمعيات أولياء التلاميذ والمؤسسات التربوية لنقل تلاميذ المدارس خاصة في المناطق النائية. وقال خالد أحمد، رئيس الجمعية لـ”الخبر”، بأن جمعيات أولياء التلاميذ مطالبة اليوم بلعب دورها ومتابعة عمليات النقل والإطعام، خاصة بعد الأوامر التي وجّهتها وزيرة التربية مؤخرا إلى مديري التربية والمؤسسات التربوية على المستوى الوطني لاستقبال الأولياء وتقديم التسهيلات اللازمة لإنشاء جمعيات تعمل بالموازاة مع مصالح الوزارة لصالح المتمدرسين.
غير أن ذلك لن يعالج المشكل جذريا، يقول المكلف بالإعلام على مستوى نقابة عمال التربية يحياوي قويدر، الذي أكد بأن العقد الخاص بالنقل المدرسي لا يراع أية خصوصية، ولا يشير أبدا إلى إمكانية نقل التلاميذ منتصف النهار بالنسبة ليوم الثلاثاء، حيث ينص فقط على السابعة صباحا والرابعة مساء.