إطارات سابقة تتحدث لـ"الشروق" عن إقصائها من ندوة الإصلاحات
تغييبنا مقصود.. وبن غبريط تنتهج أسلوب "التصفية"
استنكرت إطارات سابقة في قطاع التربية، تغييبها عن أشغال الندوة الوطنية لتقييم إصلاح المدرسة، معتبرة أن إقصاءها كان مقصودا. واتهمت القائمين على القطاع باعتماد أسلوب "التصفية" في كل شيء حتى في المواقع العلمية والتربوية.
أكد المدير السابق للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، علي صالحي، الذي شغل المنصب طيلة 21 سنة كاملة، لــ "الشروق"، أنه لم يعلم بالندوة الوطنية، إلا من خلال الصحف . وتأسف لإقصاء إطارات سابقة لديها من الكفاءة والتجربة والخبرة ما يؤهلها لتقييم إصلاحات المنظومة التربوية، والتعبير عن آرائها بصراحة، بتحديد نقاط الضعف والقوة، خاصة أنها كانت طرفا فيها.
وأضاف: "كان من المفروض إشراك أهل الاختصاص عملا بالمثل القائل: أهل مكة أدرى بشعابها، على غرار الأساتذة، المفتشين، ورؤساء المؤسسات التربوية والتلاميذ وأوليائهم للتعبير عن رغباتهم وعرض مقترحاتهم". وانتقد استقدام أناس من خارج القطاع لتقييم إصلاحات عمرها 12 سنة في يومين فقط.
وقال المتحدث: "سبق أن قدمت العديد من الاقتراحات في عهد الوزير الأسبق، أبو بكر بن بوزيد، لإصلاح امتحان البكالوريا، أهمها تقليص الشعب، وبرمجة بكالوريا على مرحلتين، الأولى في السنة الثانية ثانوي، وبكالوريا في السنة ثالثة ثانوي باختبار المترشحين في المواد الأساسية، ما يمكن التلميذ من الوقت الكافي للتحضير، بغية تحسين النتائج، مع العودة إلى نظام الإنقاذ بشروط، للمتحصلين على معدل 9.99، وتمكينهم من فرصة ثانية، مؤكدا أن الوزير الأسبق أعجب بمشروعه وتقبل الفكرة، وكلف آنذاك مدير التعليم الثانوي لدراستها، غير أن الوزير السابق تسلم هو الآخر تقريرا مفصلا عن المشروع لكنه لم يجب عليه، فظل "معلقا" إلى غاية مغادرته الديوان.
من جهتها، أكدت فاطمة الزهراء حراث، التي شغلت منصب مفتشة للتعليم الابتدائي طيلة سنوات عديدة، ومديرة سابقة للدراسات بالأمانة العامة للوزارة، لـ"الشروق"، أن اعتماد القائمين على الوزارة أسلوب "التصفية" في كل شيء حتى في المواقع العليمة والتربوية، أدى بها إلى تغييب إطارات سابقة في القطاع، مؤكدة أنه من غير المعقول تقييم إصلاحات 12 سنة في يومين فقط.
واعتبرت أن الجهوية و"أصحاب المعارف"، سيطروا على قطاع التربية نظير تغييب الكفاءات وأصحاب الخبرة.
أما الدكتور عبد القادر فضيل، مفتش سابق بوزارة التربية، فأكد أن عدم استدعاء إطارات سابقة هو بمثابة إقصاء مبرمج، على اعتبار أن القائمين على القطاع لديهم نظرة تشاؤمية تجاه كل ما أنجز خلال 10 سنوات السابقة. وتساءل عن الهدف من تنزيل تدريس اللغة الفرنسية من السنة الثالثة ابتدائي إلى السنة الثانية، وعلق: "هل هذا هو الإصلاح؟"
وفي نفس السياق، أكد أحمد بوحيلة، مفتش التربية والتعليم الابتدائي، أن المسؤولين بالوزارة لا يبحثون عن الكفاءات وأصحاب الخبرة والتجربة الطويلة في المجال، بقدر ما يبحثون عن الموالاة، موضحا أن إقصاء إطارات سابقة من المشاركة في الندوة، على غرار عبد القادر فضيل، سببه توجهات هذا الأخير الذي يعد مهندس المدرسة الأساسية التي لا تتوافق مع توجهاتهم.