استجابة متفاوتة لـ"إضراب الساعتين" عبر الولايات
"معركة الإصلاحات" تعود إلى
المدارس!
أبلغ مراسلو "الشروق" عبر كل ولايات الوطن عن استجابة محتشمة للوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، تلبية لنداء "اونباف" تنديدا بما وصفه هؤلاء "تتعرض له المنظومة التربوية من سلخ للثوابت والهوية الوطنية على غرار حذف البسملة والارتجالية في اتخاذ القرارات" وإقصاء النقابة من المساهمة في إصلاح المنظومة التربوية، ناهيك عن الأخطاء الواردة في كتب الجيل الثاني وتهميش إطارات التربية والزج بالمدرسة في صراعات ايديولوجية.
لكن، الملفت للانتباه، حسب مراقبين، هو عدم تكاتف وتجند نقابات التربية مع "نداء" لونباف، عندما تعلق الأمر بمطالب تخص الإصلاحات والهوية و"الجيل الثاني"، عكس ما كان يحدث عندما يتعلق الأمر بالمطالب الاجتماعية والزيادة في الأجور والترقية.
ففي المسيلة، سجلت استجابة متفاوتة بلغت 97 بالمائة في بعض
المدارس، وطالب المحتجون "رمزيا"، حسب ما استقته "الشروق" بتجسيد مدرسة عمومية أصيلة تجسد الثوابت الوطنية ومقومات الأمة الإسلامية والعربية والأمازيغية، وكتاب مدرسي، ومناهج دون أخطاء وغيرها من المطالب التي تبناها الأساتذة.
وفي البويرة، أكد عضو المكتب الولائي لنقابة لونباف لـ"الشروق" بأن نسبة الاستجابة بلغت 30 بالمائة، وتركزت بالأساس في الجهتين الشرقية والشمالية لها، في حين كانت محتشمة بباقي الجهات الأخرى، حيث نظم عمال القطاع وقفات احتجاجية بمؤسساتهم التربوية لاسيما بكل من مشدالة، حيزر، بشلول، الأخضرية، القادرية.
وفي الجهة الغربية، من الوطن سجلت استجابة محتشمة في أغلب الولايات، وتصدرت النّعامة ولايات الغرب من حيث الاستجابة، حيث تم تسجيل نسبة 56 بالمائة، تليها وهران، حيث بلغت النسبة حسب التقديرات الأولية للمكتب الولائي للنقابة إلى غاية منتصف نهار الأربعاء، 42.6 بالمائة، فيما تم تعرض نقابيين لمضايقات وتهديدات من طرف الإدارة، خاصة في الطور الابتدائي.
وفي الشلف، كانت الاستجابة متفاوتة، بحيث بلغت نسبة المشاركة 40 بالمائة حسب الأمين الولائي لـ"إينباف" بوعلام بوقلال لـ"الشروق"، وعزا ضعف المشاركة إلى النزيف الهائل للأساتذة والمنتسبين إلى الأسلاك المشتركة، الذين التحقوا بركب الحملة الانتخابية وتعويضهم بمستخلفين على حدّ قوله. هذا وعرفت ولايات غربية أخرى على غرار عين تموشنت وتيسمسيلت استجابة تقريبا منعدمة، حيث لم تتعد عتبة الخمسة بالمائة، وفي تيبازة سجلت كذلك استجابة محتشمة لم تتعد حدود 0.86بالمائة.
وعلى العكس من ذلك، فقد سجلت استجابة معتبرة للإضراب في ولاية الوادي، حيث أفاد رئيس المكتب الولائي لـ''لونباف'' زهير ضب، أن نسبة الاستجابة بلغت 60 بالمائة، فيما أكد عدد من منتسبي قطاع التربية بالوادي، ممن شاركوا في الوقفة الاحتجاجية، أنهم يوافقون ويدعمون المطالب التي جاءت في البيان الوطني للنقابة، والتي لبت رغباتهم، لاسيما المطلب الرئيسي الذي يتمحور حول إعادة النظر في الإصلاحات التربوية التي مست الثوابت الوطنية، التي قالوا أنها خط أحمر، كما عبروا عن رفضهم لحذف البسملة بالشكل الذي فاجأهم مع بداية الموسم الدراسي، وأكدوا على تمسكهم بمطالبهم المتمثل في إشراك نقابتهم ضمن اللجان الوزارية التي تشرف على الإصلاحات، بحكم انهم شريك اجتماعي وتربوي.
وفي غرداية بلغت نسبة الاستجابة 72%، حسب ما أكده رئيس الإتحاد الولائي لعمال التربية والتكوين السيد قدور بكوش لـ"الشروق"، حيث قال: إن نسبة الاستجابة تفاوتت بين الأطوار والبلديات، وبلغت في الطور الابتدائي 90%، فيما تراوحت نسبة المشاركة في الطور المتوسط ما بين 40 إلى 60%، بينما تم تسجيل مشاركة ضعيفة في الطور الثانوي، وأشار ذات المتحدث إلى أن الاستجابة الكبيرة للوقفة كانت في بلديات: القرارة، المنيعة، حاسي القارة، ضاية بن ضحوة.