المستوى التعليمي استنفر أولياءهم
هروب جماعي للتلاميذ من
المدارس الخاصة نحو المؤسسات العمومية
كشفت دراسة حديثة عن تسجيل مديريات التربية للولايات، هجرة جماعية للتلاميذ من مؤسسات التعليم الخاصة إلى مؤسسات التعليم العمومية، بسبب تكلفة التسجيل المرتفعة، وعدم استقرار الأساتذة، الأمر الذي نتج عنه ضعف في المستوى التعليمي، في وقت تشير تقارير إلى أن نتائج البكالوريا لهذه الدورة لم ترق إلى المستوى المتوقع بسبب فئة "المطرودين" الذين استفادوا من تبييض مسارهم الدراسي، مما أثر سلبا على نسبة النجاح الوطنية.
وتطرقت الدراسة التي اطلعت عليها "الشروق"، أن مديريات للتربية للولايات التي توجد بها مؤسسات تعليم خاصة على غرار مديرية التربية للجزائر وسط التي سجلت لوحدها أزيد من 100 طلب تحويل من
المدارس الخاصة نحو مؤسسات التعليم العمومية في ظرف أسبوع فقط في الأطوار التعليمية الثلاثة، في حين فاق عدد حالات التحويلات خلال السنة الماضية 2016/2017، 900 حالة لأولياء حولوا أبناءهم بصفة نهائية بلا رجعة، لعدة أسباب أبرزها ارتفاع التكلفة الإجمالية للتمدرس التي عرفت زيادة مفاجئة وغير متوقعة وغير مدروسة، إلى جانب عدم الاستقرار وسط الأساتذة الذين ينتقلون من مؤسسة إلى أخرى، الأمر الذي أدى إلى تسجيل تراجع رهيب في المستوى التعليمي للمتمدرسين. كما أشارت نفس الدراسة أن أغلب التحويلات قد سجلت من السنة خامسة ابتدائي نحو السنة أولى متوسط.
وأكدت، الدراسة نفسها، أن نتائج امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2017، التي تحصلت عليها مدارس التعليم الخاصة خاصة بالجزائر العاصمة، مجتمعة تعد كارثية، والتي أثرت سلبا على النسبة الوطنية للنجاح، بسبب التلاميذ "المعيدين"، وكذا فئة "المطرودين" من مؤسسات التعليم العمومية، الذين يعاد تسجيلهم بصفة عادية عن طريق "تبييض" مسارهم الدراسي بمؤسسات التعليم الخاصة، أين يستفيدون من الانتقال المباشر من سنة إلى أخرى بخرق القوانين المعمول بها، رغم أنهم مسجلون "معيدين" أو "مطرودين" في ملفاتهم الدراسية، إلى جانب استفادة فئة أخرى من التلاميذ من "تغيير" في الشعب، حيث تم تسجيل نجاح 5 مترشحين فقط من أصل 55 مترشحا بإحدى مؤسسات التعليم الخاصة بالعاصمة، في حين تم تسجيل نجاح 14 مترشحا من أصل 47 مترشحا بمؤسسة أخرى، كما أشارت الدراسة أن نسبة النجاح قد تراوحت بين 20 و28 بالمائة، وهي نتائج ضعيفة مقارنة بالنتائج التي حققتها مؤسسات التعليم العمومية عبر الوطن.
وبخصوص فئة الأحرار، فقد تم تسجيل نسبة نجاح قدرت بـ51.87 بالمائة، وهي نسبة جيدة، خاصة وأن أغلب الناجحين من فئة الطلبة الجامعيين الذين يبحثون عن رفع معدلاتهم في الامتحان لاختيار التخصصات التي يرغبون في متابعتها بالجامعة.