تبناها حراوبية في إطار نظام "ال.أم .دي" قبل 8 سنوات
الحكومة "تقرّ" بفشل المدارس التحضيرية وتحولها إلى مدارس عليا!
تخلت الحكومة عن تجربة المدارس التحضيرية التي أطلقها وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، رشيد حراوبية، سنة 2009 في إطار إصلاحات نظام "ال أم دي"، حيث تقرر بصفة نهائية تحويلها إلى مدارس عليا، وصدر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية، تحويل عدة مدارس تحضيرية إلى مدارس عليا.
وقع الوزير الأول عبد المالك سلال، على مراسيم تنفيذية، صدرت في العدد الأخير من الجريدة الرسمية، تقضي بتحويل 9 مدارس تحضيرية إلى مدارس عليا، ويتعلق الأمر بكل من المدرسة التحضيرية في علوم الطبيعة والحياة بالجزائر، التي تم تحويلها إلى مدرسة عليا في علوم التغذية والصناعات الغذائية، كما تم تحويل المدرسة التحضيرية في العلوم والتقنيات بتلمسان إلى مدرسة عليا في العلوم التطبيقية، في حين ستحمل المدرسة التحضيرية في العلوم والتقنيات بعنابة تسمية المدرسة العليا في التكنولوجيات الصناعية، أما المدرسة التحضيرية في العلوم والتقنيات بوهران فستصبح مدرسة عليا في الهندسة الكهربائية والطاقوية.
كما وقع الوزير الأول على مرسوم تحول المدرسة التحضيرية في العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير بوهران المنشأة بموجب المرسوم التنفيذي الموافق إلى 28 جويلية سنة 2010، إلى المدرسة العليا للاقتصاد بوهران، التي تتولى مهمة ضمان التكوين العالي والبحث العلمي والتطوير التكنولوجي في مختلف تخصصات الاقتصاد الصناعي، ويدمج الطلبة المسجلون في السنة الثانية تحضيري بالقسم التحضيري.
بالمقابل، سيتم تحويل المدرسة التحضيرية في العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير بقسنطينة إلى مدرسة عليا للمحاسبة والمالية، كما تم تحويل المدرسة التحضيرية في العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير بعنابة إلى مدرسة عليا في علوم التسيير، وتتكفل زيادة إلى ذلك مهمة ضمان التكوين العالي والبحث العلمي والتطوير التكنولوجي في مختلف تخصصات الإدارة العامة، وأخيرا تم تحويل المدرسة التحضيرية في علوم الطبيعة والحياة بمستغانم إلى مدرسة عليا للفلاحة.
ويعكس هذا التوجه الجديد من طرف الحكومة، أن تجربة المدارس التحضيرية فشلت، بعد 8 سنوات من تبنيها، كما يدل على أن مستوى حائزين شهادة البكالوريا قد تراجع في السنوات الأخيرة، خاصة أن هذه المدارس أسست خصيصا للطلبة المتفوقين الحائزين معدلات عالية في الشعب العلمية والتقنية والتسيير والاقتصاد ولا تضمن التسجيل لأصحاب الشعب الأدبية بسبب الطابع التقني لهذه المدارس، ويتم الالتحاق بهذه المدارس عن طريق مسابقة تخص المترشحين، بعد مزاولتهم سنتين من الدراسة ضمن أحد الأقسام التحضيرية.
ولطالما وجهت انتقادات إلى المدارس التحضيرية من طرف الشركاء خاصة من طرف المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، الذي رفع عدة تقارير إلى الجهة الوصية، متسائلا عن الجدوى من إنشاء هذه المدارس.