بعدما دعت الأساتذة إلى الرقي بالمدرسة وتغليب روح المسؤولية.. النقابات:
خطابك يا بن غبريط "مناسباتي" فلا تلعبي بمشاعر المعلمين
رأت نقابات التربية في الرسالة التي وجهتها وزيرة التربية، نورية بن غبريط، إلى الأسرة التربوية، بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، أنها تُحمل الأستاذ جميع إخفاقات القطاع، من خلال دعوتها الأسرة التربوية إلى تغليب روح المسؤولية، لضمان موسم دراسي مستقر، وتجنب الاحتجاجات والإضرابات.
واستغرب عضو المجلس الوطني للثانويات الجزائرية "الكلا"، زوبير روينة، حديث الوزيرة عن تأهيل الأساتذة، في وقت تساهم في "هروبهم " من المدرسة لعدة أسباب، ومنها حسب تعبيره "الضغط الكبير الذي يعيشه الأستاذ، فمثلا كثيرون أطّروا امتحانات نهاية السنة، وشهادة البكالوريا ومسابقات التوظيف، فعملوا فوق طاقاتهم، ولم يستفيدوا من فترة استرجاع كافية في الصائفة، وحتى العطل المدرسية قامت بتقليصها"، إضافة إلى ضعف تكوين الأساتذة الجدد، والقرارات الارتجالية التي تتخذها الوصاية دوريا.
وربط مُحدّثنا بين الاحتفال بذكرى 5 أكتوبر، وبين التهديدات التي تتعرض لها مكاتب العمال، متطرقا لمشكلة إلغاء التقاعد المسبق، وحسبه في وقت تحدثت بن غبريط في رسالتها عن الخبرة، كان عليها أن ترافع للإبقاء على التقاعد المسبق، لأنه يخدم المدرسة الجزائرية "كنا ننتظر تحقيق مكاسب جديدة، فأجبرونا على التخلي عن مهنتنا"، وترى "الكلا" أن التقاعد المسبق يعتبر مكسبا للمدرسة الجزائرية، وليس للعامل فقط، ويخدم الجانب البيداغوجي أكثر مما يخدم مصلحة الأستاذ، والأولى، يضيف "أن تترك الوزارة هامش الحرية للأستاذ، ليغادر المدرسة وقت شعوره بالتعب".
أما نقابة "اينباف"، فثمّنت توجيه الوزيرة رسالة للأساتذة، في ظل غياب تكريم لهم، لكن تأسف الصادق دزيري رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في اتصال مع "الشروق" لغياب تكريم حقيقي، ولو معنويا للكفاءات من أبناء الأسرة التربوية في عيدهم العالمي. ومن جهة أخرى، اعتبر المتحدث، أن المدرسة ذات نوعية وجودة للتعليم، حسب وصف الوزيرة، تحتاج لانخراط الجميع في هذا المسعى، والذي يتطلب شروطا أساسية للوصول إليه وتحقيقه، ومنها حسب قوله "توفير الهياكل والوسائل البيداغوجية الكافية والكفيلة، التكوين المستمر المؤهل، لكسب كل ما هو جديد في العلوم والتكنولوجيا وطرائق التدريس، وتحسين الظروف المهنية للمربين والعاملين في الحقل التربوي، بالإضافة إلى تكافؤ الفرص، الذي لم نحققه بعدُ بين أبنائنا التلاميذ في كل ربوع الجزائر، ومن جميع النواحي".
ويرى دزيري، أن الوزيرة وجهت خطابا مباشرا للمعلمين والأساتذة، تطالبهم بعدم الانخراط في الاحتجاجات والإضرابات، بحجة تغليب المسؤولية، متناسية يقول "أن مسؤولية الوزارة ومن ثم الحكومة، هي تذليل كل الصعوبات والقضاء على كل بؤر التوتر بينها وبين النقابات، لضمان هذا الاستقرار، وعلى رأسها ملف التقاعد النسبي والتقاعد من دون شرط السن".
أما نقابة " الأسانتيو"، فقرأت في رسالة الوزيرة، أنها تحدثت عن واجبات المعلم المثالي، الذي يرقى مع رُقي المدرسة، ويحاسب النفس، باعتباره مربيا للأجيال، لكن حسب تعبير قويدر يحياوي، القيادي في النقابة الوطنية لعمال التربية، أن تكوين المعلم بيداغوجيا وإداريا، من مهام وزارة التربية الوطنية، ورقي المدرسة يمر حتما عبر تكوين المعلم تكوينا علميا وعصريا، وفي مقابل ذلك، يؤكد محدثنا، لأن للمعلم حقوقا لابد أن توفرها الوزارة، من أجل أن يصل إلى محاسبة الذات ويكون مثاليا، وأهمها "توفير السكن والنقل والراتب الذي يصون العيش الكريم لموظف قطاع التربية". وترى "الأسانتيو" أن الوصول إلى مدرسة جزائرية نوعية وعصرية، يقتضي حدوث تجانس بين الحقوق والواجبات، وهو ما جعله يصف خطاب بن غبريط بـ"البيداغوجي والمناسباتي"، لأن وزارة التربية ملزمة قانونا بتوفير الأجواء المناسبة لعمل الأستاذ.